روسيا توسع حضورها الدبلوماسي والثقافي في المغرب

الدار/ خاص
افتتحت السفارة الروسية في الرباط يوم الأربعاء الأخير عددًا من المؤسسات التي تعزز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة.
وشهدت العاصمة المغربية إطلاق المكتب التمثيلي لمركز التحالف الروسي المغربي للتعاون الدولي، الذي يهدف إلى توسيع آفاق الشراكة بين البلدين على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والعلمية. كما تم افتتاح مركز المعلومات التابع لجامعة بطرس الأكبر سانت بطرسبرغ للفنون التطبيقية، أحد أبرز المؤسسات الأكاديمية الروسية، ليكون جسراً للتبادل العلمي والتقني بين الجامعات الروسية والمغربية.
ولم تقتصر المبادرة على العلاقات الثنائية فقط، بل شملت أيضاً إطلاق اتحاد الجامعات الروسية الأفريقية (رافو)، في خطوة تسعى لتعزيز التواصل بين روسيا والقارة الأفريقية انطلاقًا من المغرب، بوصفه بوابة استراتيجية بين أوروبا وأفريقيا.
تشير هذه التطورات إلى استراتيجية روسية جديدة تهدف إلى توسيع حضورها في أفريقيا من خلال التعليم والثقافة. وقد أكد مسؤولون روس خلال حفل الافتتاح على أهمية هذه الخطوات لتعميق التفاهم بين الشعبين وتعزيز التعاون الأكاديمي.
من جهة أخرى، أعربت شخصيات مغربية حاضرة عن ترحيبها بهذه المبادرات، معتبرين أنها تعزز من مكانة المغرب كحلقة وصل بين القارات وتعكس ثقة الشركاء الدوليين في الاستقرار الذي تتمتع به المملكة.
على الصعيد السياسي، تأتي هذه الخطوات في سياق تعزيز روسيا لعلاقاتها مع دول شمال أفريقيا، حيث يُنظر إلى المغرب باعتباره شريكًا مهمًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المشتركة.
يرى مراقبون أن هذا التحرك يعكس رغبة روسية في تعزيز حضورها في منطقة شمال أفريقيا، في ظل التنافس الدولي على بناء شراكات جديدة مع دول المنطقة. كما يعكس الاهتمام الروسي بتطوير علاقات طويلة الأمد قائمة على المصالح المشتركة والتفاهم الثقافي.
يُتوقع أن تؤدي هذه المؤسسات إلى تحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، سواء من خلال زيادة التبادل الطلابي والأكاديمي أو عبر خلق فرص جديدة للتعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والهندسة والفنون.