أخبار الدار بلوس

عث ديموديكس.. المقيم الخفي على وجوه البشر والذي يحمي عيوننا من العمى

الدار/ ترجمات

قد لا يعلم الكثيرون أن وجوه البشر تستضيف كائنات صغيرة تُعرف بـ”عث ديموديكس”، التي تعيش بشكل خاص في الرموش، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

وفقاً للتقرير، فإن هذا العث الصغير جداً شفاف جزئياً وله ثمانية أرجل، ويعيش في خلايا الجلد الميتة حيث يمكنه الزحف والتغذية ووضع البيوض. بسبب صغر حجمه، إذ يمكن لرأس دبوس أن يتسع لعدة منه، فإن كثيرين لا يدركون وجوده أساساً.

قالت الأستاذة المساعدة في علم البصريات بجامعة كاليفورنيا للصحيفة: “دائماً أقول لمرضاي: لسنا وحدنا أبداً”.

وأشار التقرير إلى أنه لا داعي للقلق المفرط، فهذا العث جزء من ميكروبيوم الجلد، وهي طبقة تعمل كحاجز طبيعي يحمي الجسم من الكائنات الغريبة أو المواد الضارة. عادة ما تتم مراقبة هذه الكائنات بواسطة أجهزة المناعة لدى الإنسان، لكن في بعض الأحيان يمكن أن تسبب أعراضاً مثل الاحمرار والالتهاب ومشاكل في الرؤية.

أوضح الخبراء أن مشكلة عث ديموديكس تبدأ عادة في مرحلة الطفولة وتنتقل عبر ملامسة الجلد مع الآخرين، وتزداد مع التقدم في العمر. وذكرت دراسة أن نحو 95% من الأشخاص يصابون بهذه العدوى مع بلوغهم 72 عاماً.

قال التقرير إن العث “لا يمثل مشكلة إلا إذا اختل التوازن بينه وبين جهاز المناعة، وبدأ في التكاثر”. يرتبط تكاثر هذه الحشرات الدقيقة حول العينين بالتهاب الجفون، وفي حالات نادرة بالتهاب الحواف الخارجية للقرنية. حينما تظهر هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة طبيب العيون، وإذا كانت الأعراض تشمل احمرار الوجه أو نتوءات منتفخة مليئة بالصديد، فيجب استشارة طبيب الجلد.

لم يتضح بعد ما إذا كان عث ديموديكس مرتبطاً بالنظافة الشخصية، لكن الحفاظ على توازن ميكروبيوم الجلد قد يساعد في منع اكتظاظ هذه الكائنات وظهور الأعراض. ولتحقيق ذلك، يُنصح بغسل الوجه، بما في ذلك الرموش والحواجب، بمنظف آمن وترطيب الوجه. أظهرت دراسات أن العث يمكن أن يبقى على قيد الحياة لفترة قصيرة في بعض أنواع مستحضرات التجميل.

يجب أيضاً تجنب التعرض المفرط للشمس، حيث يمكن لارتفاع درجة الحرارة والعرق أن يزيدا من إنتاج زيوت البشرة، مما يوفر المزيد من الغذاء لهذه الكائنات الدقيقة، وفقاً لطبيب الجلدية بروس روبنسون من نيويورك.

يعتبر عث ديموديكس شائعاً ويمكن أن يعيش على الوجه دون أعراض. لكن في بعض الحالات قد يسبب أعراضاً تتطلب العلاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى