الشرقاوي في حوار مع الدار: وكالة بيت مال القدس نفذت أكثر من 200 مشروع لدعم أهل القدس

الدار/ أحمد البوحساني
أجرى موقع “الدار” حوارًا خاصًا مع الدكتور محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بوكالة بيت مال القدس الشريف، سلط فيه الضوء على الجهود المغربية المتواصلة لدعم صمود المقدسيين، وكشف عن التحديات التي تواجه الوكالة في ظل الظروف الراهنة.
وأكد الشرقاوي في هذا للحوار الحصري، أن العلاقات المغربية الفلسطينية تمتد لأكثر من ألف عام، وتوطدت عبر المراحل التاريخية، بدءًا من عهد الملك محمد الخامس، مرورًا بالملك الحسن الثاني، وصولًا إلى عهد الملك محمد السادس، الذي يواصل دعم القدس وسكانها بمبادرات ملموسة ومشاريع مستدامة.
وأوضح أن الوكالة تعمل في بيئة متقلبة ومعقدة أمنيًا، خاصة بعد أحداث أكتوبر 2023 والعدوان المستمر على غزة، مما أثر على نشاط المؤسسات الفلسطينية. وأضاف أن محدودية الموارد المالية تبقى تحديًا كبيرًا، حيث تمثل المملكة المغربية الممول الأساسي لمشاريع الوكالة.
وفي ما يخص ضمان وصول المساعدات، شدد الشرقاوي على التزام الوكالة بمعايير الإدارة المالية الدولية، والتعامل المباشر مع المستفيدين والمقاولين والجمعيات لضمان الشفافية والكفاءة، مشيرًا إلى تنفيذ أكثر من 200 مشروع كبير خلال السنوات الماضية بقيمة تقترب من 80 مليون دولار، أغلبها بتمويل مغربي.
وتشمل إنجازات الوكالة مشاريع ثقافية وتعليمية وصحية، منها إنشاء المركز الثقافي المغربي في البلدة القديمة، وخمس مدارس مغربية، ودعم مؤسسات صحية، وتأمين المبيت للأطفال القادمين من غزة، إضافة إلى برامج تنمية بشرية، ودعم مشاريع شبابية ومقاولات ناشئة، وتنظيم مخيمات صيفية، وتخصيص جوائز للتلاميذ، وإنشاء كرسي الدراسات المغربية في جامعة القدس لتعزيز التواصل العلمي والمعرفي.
وأكد الشرقاوي أن الحفاظ على الهوية الحضارية والدينية للقدس يمثل محورًا أساسيًا لعمل الوكالة، باعتبارها مدينة الديانات السماوية الثلاث، مشيرًا إلى مبادرات مشتركة بين المغرب والفاتيكان، مثل إعلان “نداء القدس” عام 2019، التي تجسد التزام المملكة بالتعددية الدينية والحفاظ على الهوية الإسلامية والمسيحية للمدينة، مع احترام الوجود اليهودي التاريخي.
وفي الجانب التعليمي، أوضح أن الوكالة تدعم المدارس والجامعات المقدسية، وتوفر منحًا دراسية داخل فلسطين وفي المغرب، وتشجع تعلم اللغات لتعزيز التبادل المعرفي. أما التمويل فيعتمد أساسًا على المملكة المغربية، إلى جانب مساهمات من دول منظمة التعاون الإسلامي ومؤسسات اقتصادية وجمعيات وأفراد، بميزانية سنوية تتراوح بين 4 و5 ملايين دولار تُصرف مباشرة للمستفيدين.
وحول الموازنة بين التدخل الإنساني العاجل والمشاريع التنموية المستدامة، بيّن الشرقاوي أن الوكالة تنفذ برامج سنوية ثابتة في مجالات التعليم والصحة ورعاية الأيتام والأرامل، إضافة إلى مبادرات شبابية وثقافية ورياضية، مع تقييم مستمر للأثر الميداني.
واختتم المدير المكلف لوكالة بيت مال القدس الشريف بالتأكيد على مواصلة تنفيذ البرامج السنوية واستحداث مبادرات جديدة لمواكبة التطورات، مجددًا دعوته للمجتمع الدولي للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للقدس، وصون هويتها الحضارية، وضمان حقوق جميع الديانات السماوية في ممارسة شعائرها بحرية وسلام.