الحزب الشيوعي الصيني .. تاريخ وانجازات بعد مرور أزيد من 100 عام على تأسيسه

أحمد البوحساني
يعرف الحزب الشيوعي الصيني (CCP) على أنه الحزب السياسي المؤسس و الحاكم للصين الحديثة، والمعروف رسمياً باسم جمهورية الصين الشعبية، حيث أشرف على النمو الاقتصادي السريع للبلاد و صعودها كقوة عالمية .
تأسس الحزب الشيوعي الصيني كحزب سياسي وحركة ثورية في عام 1921 من قبل ثوار مثل “لي داتشو” و”تشين دوكسيو”، وبدأ هذا الحزب يحكم الصين منذ عام 1949، ويضم الآن أكثر من 90 مليون عضواً، مما يجعله واحداً من أكبر الأحزاب في العالم، و منذ وصول الرئيس الصيني الحالي “سي حين بينغ” إلى السلطة في عام 2012، قد عزز الرئيس الصيني سيطرته على الحزب فقد أنهت الهيئة التشريعية في الصين حدود الفترة الرئاسية، وخلقت مساراً أمام “شي” للحكم إلى أجل غير مسمى.
تأسس الحزب الشيوعي الصيني في عام 1921 على مبادئ الماركسية اللينينية، ويعتمد على ثلاث ركائز: السيطرة على الأفراد، والدعاية، وجيش التحرير الشعبي بصفته الجناح العسكري للحزب الشيوعي الصيني، و يعقد مؤتمره الوطني كل خمس سنوات لوضع السياسات الرئيسية واختيار كبار القادة، ويعتبر أكثر من 70 % من أعضائه البالغ عددهم 90 مليوناً من الرجال، وفي عام 2019، كان أكثر من 42 % من الأعضاء الجدد هن من النساء، بينما يشكل المزارعون و الرعاة و الصيادون ما يقرب من 30 % من أعضائها.
وخلال فترة الحكم التي تجاوزت 100 سنة ، استطاع الحزب الشيوعي الصيني ، قيادة البلاد نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي و العسكري ، ورغم أن عدد السكان هائل ومتعدد الأعراق، تمكن الحزب من الحفاظ على وحدة الشعب وانسجامه ، ونجح في كسب ثقة الشعب بالأفعال لا بالأقوال و الشعارات.
واستطاع الحزب التغلب على الفقر المدقع عن طريق خطة وطنية بدأت منذ أن تولى الرئيس “شي جين بينغ” السلطة في عام 2012، حيث انتشل حوالي 100 مليون من السكان ، لتصبح بذلك الصين الدولة الأولى التي تتخلص من الفقر، بينما تسعى الأمم المتحدة على التخلص من الفقر في العام 2030، أي أن الصين متقدمة فعلياً عشر سنوات على باقي دول العالم.
هذا النجاح الذي حقق الحزب الشيوعي الصيني مثل يقدم خلال السنوات القادمة فرصاً وتحديات جديدة لتاكيد قوته و حيويته ، وسيعمل من أجل توفير نوعية حياة أفضل لمواطنيه ، ما يعني ضرورة الحفاظ على مسار التحول الاجتماعي والاقتصادي، ليس فقط الخروج تماماً من منحنى الفقر، ولكن أيضاً ضمان الحد من عدم المساواة بحيث يكون هناك نمو أكثر شمولاً.
استطاع الحزب الحاكم كذلك وضع الصين في مقدمة دول العالم من خلال التقدم التكنولوجي في مجالات مثل القوة العسكرية والذكاء الاصطناعي والبحوث الطبية والتجارة الإلكترونية وتطوير البنية التحتية، و باتت من أوائل الدول المتقدمة في الفضاء.
ومن اهم منجزات الحزب كذلك ، قيادة الصين لمشاركة عائداتها التنموية مع بقية العالم من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تعتبر أكبر مشروع اقتصادي في العالم، والتي ترتكز على خمس الركائز أساسية ، وهي توصيلية البنية التحتية، وتنسيق السياسات، والشمول المالي، والتجارة، والتبادلات بين الناس، حيث تعد مبادرة الحزام والطريق واحدة من الطرق العديدة التي تدفع الصين من خلالها المجتمع الدولي لإعادة تصور التعاون الدولي، حيث يكون للسلام والتنمية الأسبقية على المواجهة.
ويمكن القول أن الحزب الشيوعي إستطاع أن يحقق للصين في مائة عام ما لم تستطيع الصين أن تحققه خلال آلاف السنوات من تاريخها .