الإمارات.. 33 عاماً من العمل المناخي لحماية الكوكب من التغيرات المناخية

الدار- خاص
تستعد دولة الامارات العربية المتحدة، من خلال وزارة التغير المناخي والبيئة لتقديم التقرير الثالث للمساهمات في مجال المناخ، مطلع 2023، بعد انهاء وضع اللمسات النهائية عليه، وبالموازة تستعرض وزارة التغير المناخي والبيئة ضمن مشاركتها في وفد دولة الإمارات لمؤتمر «COP27» في جمهورية مصر العربية نموذجها الرائد بكامل خططها واستراتيجيتها في مجال المناخ.
وتجر دولة الإمارات مسيرة رائدة من العمل من أجل البيئة ترافقت مع تأسيسها في مطلع سبعينيات القرن الماضي بالإضافة إلى 33 عاماً من العمل المناخي بدأت بتوقيعها على بروتوكول مونتريال الخاص بالمواد المسببة لتآكل طبقة الأوزون في عام 1989.
وقد شهد عام 2006 إطلاق شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) كنموذج إماراتي عالمي لقطاع الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة والتطوير العمراني المستدام، وهو ما مثل نقطة فارقة في مسيرة عمل الإمارات من أجل البيئة والمناخ. وعلى مدار 11 عاماً حققت الدولة إنجازات ملموسة في تحول الطاقة الذي يصب بشكل مباشر في تعزيز منظومة العمل المناخي، حيث تم التوسع في نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة
وقد دعمت الامارات خلال الأعوام الماضية جهود الوكالة في نشر واستخدام حلول الطاقة المتجددة عالمياً، وعملت عبر شراكة بين الوكالة وصندوق أبوظبي للتنمية على دعم مجموعة من الدول النامية لتمويل إنشاء مجموعة من مشاريع الطاقة المتجددة بقيمة وصلت إلى 350 مليون دولار.
و يحتل الحفاظ على البيئة مكانة بارزة في السياسات العمومية بدولة الإمارات العربية المتحدة، إدراكاً من قيادتها الحكيمة لأهمية الحفاظ على البيئة وصونها من أجل الحاضر والمستقبل.
وتتنوع إنجازات الإمارات في مجال البيئة تنوع الاستراتيجيات التي تم سنها في هذا الصدد، وهو ما جعل مدينة مصدر الإماراتية تحتل المرتبة الأولى عالميا كأول مدينة في العالم تعتمد على الطاقة النظيفة والمتجددة، ونموذجاً حياً وملموساً لكل التطبيقات البيئية التي يمكن أن تؤدي لمواجهة تأثيرات تغير المناخ، وأنواع التلوث المختلفة، سواء تلوث المياه أو الهواء أو التربة.
وقم تم بناء هذه المدينة بطريقة بيئية، تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، وتتخلص من المخلفات بشكل آمن، كما أن المجهودات التي تبذلها الإمارات للحد من تلوث البيئة عالمياً، جعلها تحظى بشرف استضافة أكثر من مؤتمر يتعلق بالبيئة والمناخ، منها المؤتمر التحضيري لقمة العمل المناخي عام 2019، والقمة الثانية لمناقشة أجندة العمل المناخي على مستوى العالم شهر أبريل سنة2021، وكيفية توفير التمويل للدول النامية، لتقوم بتنفيذ الإجراءات اللازمة للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، والتخفيف منها، وبالتالي مواجهة المشكلات البيئية”. إجراءات للتكيف مع تغير المناخ
هذه الحظوة التي تحظى بها الامارات على الصعيد العالمي في مجال الحفاظ على البيئة، لم تكن لتتأتى لولا التدابير التي تم اتخاذها للتكيف مع التغيرات المناخية؛ من خلال وضع خطط للطوارئ، وتجهيز نظم للإنذار المبكر، وتطوير أصناف المحاصيل المختلفة للحفاظ على الأمن الغذائي، والمحافظة على التنوع البيولوجي، ومواجهة تأثيرات المناخ على التصحر.
كما عملت السلطات الإماراتية على نشر الطاقة المتجددة، وتطبيقات الحافلات الكهربائية، واستخدام التكنولوجيات المختلفة، وتحسين وتطوير الصناعة حتى تكون أقل تلويثاً، وكذلك التخلص من المخلفات باستخدام إعادة تدويرها، وغيرها من التطبيقات المختلفة، ناهيك عن أن الإمارات تتوفر على خطة للتنوع في الاستخدام للطاقة، بحيث يتم اللجوء للطاقة المتجددة بجانب الطاقة غير المتجددة، وبالتالي التقليل من معدلات الانبعاثات.
وتسهم دولة الامارات العربية المتحدة، اليوم من موقع الريادة في الأجندة العالمية للحد من آثار التغيرات المناخية، حيث اتجهت خلال العقد الأخير، إلى تنويع مصادر الطاقة، والاعتماد على المصادر المتجددة للطاقة؛ مثل الطاقات النظيفة، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أسهمت الإمارات مساهمات ملموسة من خلال الوفد التفاوضي الرسمي الإماراتي بالأمم المتحدة في دفع موضوعات التفاوض تجاه مصالح الدول النامية.
على صعيد تمويل المشروعات، تعمل الإمارات على تمويل مشروعات، سواء على الناحية الاقتصادية أو البيئية أو على المستوى التجاري، ذات تأثير بيئي، من بينها مشروعات تهدف لخفض الانبعاثات، الى جانب مشروعات استثمارية، أو اقتصادية ذات مردود بيئي، حيث تعمل في هذا الإطار في عدد من الدول، مثل شركة دبي للموانئ والتي لها فروع في أكثر من دولة، وتستخدم تكنولوجيات حديثة للحد من الانبعاثات والتلوث، فضلا عن شركتي الطيران الإماراتيتين، الاتحاد والإمارات، اللتان تستخدمان أسطولاً من الطائرات أقل انبعاثاً، والإمارات لديها مشاريع للطاقة المتجددة في دول عديدة.
الى جانب كل ما تم ذكره، عملت الإمارات في الفترة الأخيرة على تطوير منظومة العمل البيئي لديها، الخاصة بقياس ملوثات الهواء، وجودة الهواء، الى جانب تطوير الاستمطار الصناعي، التي تصر الامارات على إنجاحه، كوسيلة للتغلب على قضايا المناخ.
الريادة الإقليمية والدولية الإماراتية في مجال الحفاظ على البيئة، تتضح أيضا من خلال اطلاق الإمارات لعدد من المشروعات الخاصة بتحسين المناخ والبيئة، منها الحزام الأخضر الكبير على الطريق بين أبو ظبي ودبي، حيث يصل كل مدن الإمارات، حزام شجري كثيف، الى جانب عدد من التدابير الأخرى، والتي تبرز الريادة العربية والعالمية للامارات في مجال الحفاظ على البيئة.
هذا، وتتجه الأنظار اليوم الى مدينة شرم الشيخ المصرية، التي تعرف انطلاق أعمال الدورة الـ 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 27) وتستمر حتى الـ18 من نونبر الجاري بمشاركة واسعة النطاق من جانب زعماء دول العالم وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون البيئة والمناخ.