أخبار الدار بلوسأخبار دولية

البوليساريو… الذراع العسكرية لإيران في شمال إفريقيا برعاية جزائرية

البوليساريو… الذراع العسكرية لإيران في شمال إفريقيا برعاية جزائرية

الدار / تحليل

في ظل تصاعد القلق الأوروبي من تمدد النفوذ الإيراني في إفريقيا، تعود إلى الواجهة ملفات طالما وُضعت في الظل، على رأسها ملف “جبهة البوليساريو”، التي لم تعد مجرد حركة انفصالية متمركزة في مخيمات تندوف جنوب الجزائر، بل باتت بحسب تقارير دولية، تشكل أداة في يد محور طهران – الجزائر لتقويض الاستقرار الإقليمي.

في هذا السياق، دعا عدد من النواب الفرنسيين مؤخراً إلى ضرورة التحرك الحازم ضد النظام الجزائري، ليس فقط بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان أو خنقه للأصوات الديمقراطية، بل بسبب استضافته ودعمه العلني لجماعات مسلّحة مثل البوليساريو، والتي تُصنف اليوم من قبل مراقبين كـ”معادل شمال إفريقي لحزب الله وحماس”.

وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تحقيق حديث، أن جبهة البوليساريو تتلقى تدريبات ودعماً لوجيستياً من الحرس الثوري الإيراني، ما يُحوّلها فعلياً إلى ذراع عسكرية لإيران في منطقة المغرب العربي، ويضع الأمن القومي لدول الجوار وحتى أوروبا على المحك.

هذا الدعم لم يعد سراً؛ فقد أكده مؤخراً وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشدداً على ضرورة فتح هذا الملف في المحافل الأوروبية، باعتباره تهديداً مباشراً للأمن الجماعي للمنطقة.

إن الحديث عن “جبهة البوليساريو” لم يعد يُختزل في خطاب سياسي عقيم حول “تقرير المصير”، بل بات يشكل مسألة أمنية ذات أبعاد إقليمية ودولية، تستوجب تدخلاً أوروبياً جاداً، خاصة بعد أن أضحت الحركة أداة في أجندة توسعية مدفوعة بمال وسلاح من دول خارجة عن القانون الدولي.

فتح هذا الملف على طاولة البرلمان الفرنسي أو الأوروبي ليس استهدافاً لدولة ذات سيادة، بل هو دفاع عن الأمن الإقليمي، وعن شعوب تتوق إلى الاستقرار، بعيداً عن تحالفات السلاح والخراب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى