مباراة الريال و مانشستر سيتي….”هدنة حرب غير معلنة” منحت للسودانيين لحظات متعة عابرة

الدار- خاص
لساعة ونصف وضعت الحرب الدائرة رحاها في السودان، أوزارها، ولو الى حين، لتمنح الفرصة للسودانيين لاستراق لحظات متعة ومتابعة مباراة أمس بين ناديي ريال مدريد الإسباني، ومانشستر سيتي الإنجليزي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
المباراة كانت أشبه ب”الهدنة غير المعلنة” بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، رغم أن البنادق، و المدفعيات الثقيلة كانت تسمع أصواتها بين الفينة والأخرى، خلال المباراة، التي تابعها السودانيون بشغف كبير، وهو التواقون الى الفرح والحبور، تنسيهم آلام الحرب والاقتتال منذ 15 أبريل الماضي.
و اكتظت المقاهي، والنوادي في مدينة أمدرمان، بالجماهير لمتابعة مباراة أمس، حيث امتلأت المقاعد المتراصة عن آخرها، قبل ساعة تقريبًا من بداية المباراة، غير أن أجواء الحرب سرعان ما عادت لتسرق لحظات النشوة القليلة، بعد أن تسبب إطلاق أعيرة نارية متتالية قرب نهاية شوط المباراة الأول في بث الرعب والهلع، ليتفرق الحضور، وبعد اختفاء أصوات الرصاص، وعودة الهدوء نسبيا الى المدينة، عادت الجماهير الى مقاعدها.
نفس المشهد تكرر في منطقة الشجرة، و الحماداب، جنوبي العاصمة الخرطوم، بعد أن تسبب انقطاع التيار الكهربائي، بخروج الغالبية العُظمى من أندية المشاهدة هناك عن الخدمة، غير أن الجماهير، اتجهت الى نادي واحد بقي صامدا في سوق منطقة الشجرة، في مكان ليس ببعيد عن قيادة سلاح المدرعات.
و يتطلع الشارع السوداني الى مفاوضات جدة بالسعودية لعلها تضع حدا لحرب مدمرة، في وقت قدرت فيه الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، حجم المساعدات التي يحتاج اليها السودان في المجال الإنساني، بأكثر من ثلاثة ملايير دولار، في وقت يحتاج اليوم 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، إلى مساعدات إنسانية وللحماية.
ويتجه الوضع في البلاد إلى “أزمة إقليمية” بوتيرة سريعة، لاسيما أن مستويات التمويل ضعيفة في ظل ضخامة الاحتياجات، في وقت أعلنت فيه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 200 ألف شخص فروا من السودان حتى الآن بسبب الحرب المستمرة .
وتسببت الحرب منذ 15 أبريل المنصرم، في مصرع 822 شخصا، حسب ما أعلنت نقابة أطباء السودان، الثلاثاء الماضي، فيما تتواصل مفاوضات جدة على أمل الوصول الى اتفاق لوقف الحرب، بعد أن وقعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الاسبوع الماضي، في المملكة العربية السعودية، على “إعلان جدة لحماية المدنيين في البلاد”، الذي يلزم الطرفين، وفقا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، بتسهيل العمل الإنساني لتلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين.