المغرب يحقق سبقاً عالمياً: مجموعة OCP تعتمد كلياً على المياه غير التقليدية في عملياتها الصناعية والمنجمية
الدار/ إيمان العلوي
أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، الرائد العالمي في إنتاج الفوسفاط ومشتقاته، عن انتقالها الكامل لاستخدام المياه غير التقليدية في كافة أنشطتها الصناعية والمنجمية، ما يمثل إنجازاً بيئياً وتنموياً غير مسبوق في قطاع الصناعات الاستخراجية.
هذا التحول الاستراتيجي نحو الاستدامة جاء بفضل استغلال موارد مائية بديلة عن المياه العذبة، عبر اعتماد المياه المعالجة والمياه المحلاة، وخاصة من خلال أنبوب نقل المياه الممتد بين الجرف الأصفر وخريبكة، والذي يُعتبر أحد أكبر مشاريع نقل المياه في إفريقيا. وتُمكّن هذه البنية التحتية المتطورة من تزويد منشآت OCP بحوالي 80 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً، تُستخدم بشكل حصري في تشغيل أكبر مناجم الفوسفاط في العالم.
ويأتي هذا الإنجاز ليكرّس التزام المجموعة برؤية التنمية المستدامة التي تنسجم مع التوجيهات الملكية السامية، ويدعم الجهود الوطنية للحفاظ على الموارد الطبيعية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه وتغير المناخ.
ولم تقتصر هذه الدينامية على الجانب البيئي فقط، بل تُعد رافعة قوية لتحقيق الأمن المائي للصناعات الاستراتيجية، وتُعزز تموقع المغرب كفاعل عالمي في الابتكار الأخضر والتحول البيئي. كما تنسجم هذه الخطوة مع خطة OCP 2023–2027 التي تراهن على الاقتصاد الدائري، والتحول الطاقي، والحياد الكربوني في أفق 2040.
وقد لاقت هذه المبادرة إشادة واسعة من منظمات بيئية ومؤسسات مالية دولية، حيث تُعد سابقة عالمية في قطاع الصناعات المنجمية، وتفتح آفاقاً جديدة أمام دول الجنوب لإعادة التفكير في نموذج استغلال الموارد المائية في ظل الضغوط المناخية المتزايدة.
بهذا الإنجاز، يبرهن المغرب من جديد على ريادته في مجال الابتكار البيئي والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، مؤكداً أن التنمية المستدامة ليست مجرد شعار، بل خيار وطني مدعوم بإرادة قوية ومشاريع ملموسة.
