بفضل طفرة البنية التحتية… المغرب يتحول إلى محور استراتيجي في إفريقيا وحوض المتوسط
بفضل طفرة البنية التحتية… المغرب يتحول إلى محور استراتيجي في إفريقيا وحوض المتوسط

الدار/ سارة الوكيلي
يشهد المغرب في السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا جعله في قلب المعادلات الجيوسياسية والاقتصادية الإقليمية، ويعود ذلك بدرجة أولى إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وضعت المملكة في مصاف الدول الصاعدة التي تراهن على الموقع والربط القاري لبناء قوتها الاستراتيجية. فمن ميناء طنجة المتوسط، الذي أصبح من بين الأكبر عالميًا من حيث الربط البحري والحجم التجاري، إلى شبكة طرق سريعة وحديثة تمتد من شمال المملكة إلى أعماق الجنوب، يواصل المغرب تطوير منظومة لوجستية متكاملة تربط بين أوروبا وإفريقيا. ويشكّل مشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه، حيث سيمكّن المملكة من أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة يربط القارة بالسوق الأوروبية. كما تعمل الرباط على استكمال مشاريع طرقية كبرى نحو موريتانيا ودول الساحل، بما يعزز موقعها كبوابة نحو إفريقيا جنوب الصحراء. هذه القفزة النوعية في البنية التحتية لم تكن فقط لأغراض داخلية، بل جاءت ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحويل المغرب إلى منصة إقليمية لجذب الاستثمار، وتحقيق التكامل الاقتصادي القاري، وتثبيت الدور المحوري للبلاد في سلاسل التوريد والتجارة الدولية.
وفي ظل الأزمات البنيوية التي تعاني منها دول مجاورة، يُنظر إلى المغرب اليوم كواحة استقرار وتقدم، يمتلك بنية تحتية تضاهي نظيراتها في بعض الدول الأوروبية، ما يعزز قدرته على لعب دور متقدم في مشاريع الربط الإقليمي، ونقل البضائع والطاقة، وتحفيز النمو عبر الحدود. ومع توسع شبكة السكك الحديدية والرهان على الطاقات النظيفة والنقل المستدام، يبدو أن المغرب ماضٍ في طريق التحول إلى مركز لوجستي وتنموي فريد، يجعل منه فاعلًا لا غنى عنه في مستقبل إفريقيا والمتوسط على حد سواء.