أسبوع قبل إعلان المرشحين للكرة الذهبية.. من يقف وراء تحريك قضية “مدفونة” ضد أشرف حكيمي؟
أسبوع قبل إعلان المرشحين للكرة الذهبية.. من يقف وراء تحريك قضية “مدفونة” ضد أشرف حكيمي؟

أحمد البوحساني
في تطور مثير للرأي العام الرياضي والسياسي على حد سواء، أعادت بعض الأوساط في فرنسا تحريك ملف قضائي ضد النجم المغربي أشرف حكيمي، وذلك قبل أيام فقط من إعلان قائمة المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
القضية التي أعيد إحياؤها تعود إلى فبراير 2023، حين وُجّهت اتهامات بمحاولة اغتصاب إلى ظهير نادي باريس سان جيرمان وقائد المنتخب المغربي. آنذاك، تم التحقيق في الملف، وأُثبت لاحقًا — وفقًا لتقارير سابقة — أن حكيمي لم تتم إدانته بأي شكل، وتمت تبرئته فعليًا من التهم المنسوبة إليه، خاصة مع تضارب أقوال الطرف المُشتكي وغياب الأدلة القاطعة.
لكن المثير في هذا المستجد، هو التوقيت: اذ لم يتبقَّ سوى أسبوع واحد على إعلان الأسماء المرشحة للتتويج بالكرة الذهبية، وهي الجائزة التي أصبح اسم حكيمي متداولًا بقوة ضمن دائرتها، نظرًا لتألقه المستمر مع المنتخب المغربي وناديه، فضلًا عن صورته الإيجابية في الأوساط الإعلامية الدولية.
صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية نشرت مؤخرًا تقريرًا يفيد بإعادة الملف إلى طاولة المدعي العام، في خطوة وصفها عدد من المتابعين والمحللين بـ”المشبوهة”. ووفق الصحيفة، فإن الملف لم يُغلق نهائيًا، رغم طي صفحته سابقًا، وقد تم تحريكه الآن في سياق يبدو أنه يتجاوز البعد القانوني، ليبلغ الأبعاد الرمزية والرياضية وحتى السياسية.
مصادر مطلعة تحدثت عن كون الهدف غير المعلن من هذه الخطوة، هو ضرب صورة حكيمي إعلاميًا في لحظة مفصلية من مسيرته، ومحاولة التأثير على الناخبين من الصحفيين، مدربي المنتخبات وقادة الفرق، الذين سيتوجب عليهم التصويت لاختيار أفضل لاعب في العالم هذا العام.
و من غير الخافي أن اللاعب المغربي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة داخل وخارج أوروبا، خاصة بعد تألقه اللافت في مونديال قطر 2022، حيث كان أحد أبرز العناصر في المسار التاريخي لأسود الأطلس نحو نصف نهائي كأس العالم. هذا التألق جعل منه رمزًا رياضيًا عربيًا وإفريقيًا عالميًا، وهو ما قد لا يروق لبعض الجهات التي تسعى للحفاظ على هيمنة أسماء تقليدية على جائزة الكرة الذهبية.
في السياق ذاته، تساءلت عدد من الأصوات الحقوقية والإعلامية عن الازدواجية في التعاطي مع الملفات، خاصة حين يتعلق الأمر بلاعبين ينتمون لدول الجنوب أو لثقافات غير غربية، حيث يتم أحيانًا توظيف القضاء والإعلام في معارك لا صلة لها بالحقيقة القضائية.
ليبقى السؤال الأهم الآن: هل ستؤثر هذه الحملة على حظوظ أشرف حكيمي في التتويج أو حتى الترشيح للكرة الذهبية؟
الجواب يظل معلقًا على نزاهة المؤسسات المنظمة للجائزة وعلى مدى قدرة الإعلام العالمي على الفصل بين المسارات القانونية — إن وجدت — والمسارات الرياضية، دون الانجرار وراء محاولات التشويه أو الضغط الممنهج.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة، يظل أشرف حكيمي محط أنظار الجماهير المغربية والعالمية التي ترى فيه رمزًا للنجاح والالتزام، سواء على أرضية الميدان أو خارجه.