الولايات المتحدة-الصين.. ارتفاع المبادلات التجارية رغم التوترات

لم تتأثر المبادلات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالتوترات الشديدة القائمة بين البلدين، إذ حققت هذه المبادلات مستوى قياسيا بلغ 690.6 مليار دولار العام الماضي.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية، أعلنت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن إجمالي واردات البضائع الأمريكية من الصين بلغ 536.8 مليار دولار في 2022 ، بزيادة 6.3 في المائة مقارنة بالعام السابق، واقترب من الرقم القياسي، البالغ 538.5 مليار دولار، الذي تم تحقيقه في سنة 2018.
يأتي هذا الارتفاع على الرغم من جهود الإدارة الأمريكية الهادفة إلى تقليل الاعتماد على الصين.
وأبقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على تعريفات جمركية تشمل مئات المليارات من الدولارات من البضائع الصينية، كان قد فرضها الرئيس السابق، دونالد ترامب.
ويتناقض هذا التحسن في المبادلات التجارية مع تصاعد التوترات بين القوتين العالميتين، والتي تفاقمت مؤخرا بسبب قضية تحليق منطاد صيني فوق الأراضي الأمريكية، تم إسقاطه في نهاية المطاف.
وأرجأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، زيارة إلى بكين كانت تهدف إلى استئناف العلاقات الثنائية.
ووصفت الصين تدمير المنطاد ب”رد فعل مبالغ فيه” وانتهاك لقواعد غير مكتوبة للممارسات الدولية الجيدة.
وارتفعت الصادرات الأمريكية إلى الصين بنسبة 1.6 في المائة ليصل إلى 153.8 مليار دولار في السنة الماضية، ليحقق إجمالي التجارة بين البلدين مستوى قياسيا بلغ 690.6 مليار دولار.
وحسب بيانات رسمية، فإن توسع التجارة بين الولايات المتحدة والصيني خلال السنة الماضية يعكس النمو القوي للتجارة الأمريكية مع بقية العالم.
وفي تصريح ل”وول ستريت جورنال”، قال النائب السابق للممثل التجاري الأمريكي، إد غريسر، ويعمل حاليا ضمن مركز التفكير “Progressive Policy Institute de Washington”، إن “العلاقة التجارية والاستثمارية الواسعة والمندمجة تظل صعبة ودائمة وتميل إلى الصمود في وجه التقلبات السياسية”.
وحسب خبراء اقتصاديين، تعد الصين المورد الرئيسي للعديد من المنتجات إلى الولايات المتحدة، وعلى الخصوص الهواتف المحمولة وأجهزة الحواسيب الشخصية والألواح الشمسية.
وتعتزم إدارة بايدن تنفيذ سلسلة من البرامج الهادفة إلى تعزيز الإنتاج المحلي، من خلال إعانات هامة واعتماد مقاربة “أمريكا أولا” بالنسبة للمشاريع الممولة من قبل دافعي الضرائب، والتي تهدف إلى استخدام المنتجات الوطنية.
وكان بايدن شدد، في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء أمام الكونغرس، على أن الولايات المتحدة “في أقوى موقع منذ عقود للتنافس مع الصين أو أي بلد آخر في العالم”.
الدار : و م ع