اليوم الوطني للإمارات…مبادرات للشيخ محمد بن زايد لتحقيق الأمن والسلام وتعزيز التسامح والتعايش

الدار بلوس- خاص
يأتي الاحتفال باليوم الوطني الـ51 لدولة الإمارات العربية المتحدة، هذه السنة، في ظل تزايد الاشعاع الإقليمي والدولي للدولة بفضل المبادرات الإنسانية النوعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال توليه منصب رئيس الدولة على الصعيد العالمي.
كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، مع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.
هذه المواقف و المبادرات و اللفتات الإنسانية تبلور صورة قائد استثنائي، اتفق على حبه الجميع، فتوجه الفاتيكان يوليوز 2021، بوسام “رجل الإنسانية”، وقبل ذلك تم اختياره كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه العرب لقب “القائد العربي الأبرز” لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة “روسيا اليوم”.
ويسجل تاريخ الإنسانية للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، وهي المبادرات التي توجت بتقدير وعرفان دولي، يتوالى يوما بعد يوم، وأضحت مصدر إلهام للعالم أجمع.
وضمن أبرز هذه المبادرات والمواقف الإنسانية، زيارته لمدينة الإمارات الإنسانية شهر شتنبر 2021، لتفقد العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى، وهي الزيارة التي أتت بعد أسبوع من توجيهه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية و الدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة و يحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
كما تستضيف الإمارات حاليا، نحو 9000 أفغاني بشكل مؤقت، كما سبق وأن ساهمت منذ مطلع غشت 2021، في إجلاء أكثر من 40 ألف أجنبي وأفغاني من أفغانستان. وعلى إثر هذه الجهود الاستثائية، قام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، وسكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
كما سبق أن وجهت كل من المملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا الشكر لدولة الإمارات على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة، كما حرصت دولة الإمارات منذ بداية أزمة “كوفيد – 19″، على القيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعوب في مختلف أنحاء العالم.
من جهة أخرى، واصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبادرات في مجال تحقيق الأمن والسلام ونشر مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة في جميع المجتمعات، حيث تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها الى واحة للسلام والتعايش، تستقطب الجميع دون استثناء، أو تفرقة على أساس دين أو لون أو عرق أو ثقافة، وهو النهج القويم الذي تسير فيه البلاد، اليوم، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
وتقوم التجربة الإماراتية الفضلى والملهمة في مجال تعزيز التسامح والتعايش، على القيم الأصيلة التي يقوم عليها المجتمع الإماراتي، وعلى رأسها قبول الجميع واحترام ثقافتهم ومعتقداتهم، وتعزيز قيم الحوار والتعارف والتعاطف والتعاون بين مختلف الفئات والثقافات التي يضمها المجتمع الإماراتي.
وتضم أرض الإمارات، اليوم، أكثر من 200 جنسية مختلفة يتعايشون معا في سلام وأمان وتلاحم مجتمعي، وينعمون بحياة كريمة، و هو سر نهضة دولة الامارات، وتطورها الدائم ومكانتها العالمية المرموقة، كما تُعد دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم، والأمان، والتعددية الثقافية، بفضل كفالة قوانين دولة الإمارات للجميع العدل والاحترام والمساواة، وجرمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف.
الى جانب ذلك، تعتبر دولة الإمارات شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة، فضلا عن كون الدولة تحتضن عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية.
وكانت الامارات، وراء إطلاق عدد من المبادرات النوعية على الصعيد العربي والعالمي في مجال تعزيز التسامح والتعايش، حيث أعلن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، في 15 دجنبر 2018، عام 2019 في دولة الإمارات عاماً للتسامح.
وكان هذا الإعلان يهدف إبراز دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتأكيد قيمة التسامح باعتبارها امتداداً لنهج زايد مؤسس الدولة، وعملاً مؤسسياً مستداماً يهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة.
كما تم في نونبر 2017، تسمية أجمل جسر مشاة في إمارة دبي على القناة المائية الجديدة بجسر التسامح، وذلك لإبراز قيمة التسامح في دولة الإمارات التي تربط جسوراً بين أكثر من 200 جنسية يتعايشون على أرض الوطن في سلام ومحبة.
وباعتبارها واحة للسلام والتسامح والتعايش بين الأديان والأعراق، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بإطلاق اسم مريم أم عيسى “عليهما السلام” على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقه المشرف وذلك ترسيخا للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات والتي حثنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية، الى جانب استحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في دولة الإمارات في فبراير 2016، وكذا البرنامج الوطني للتسامح، في يونيو 2016، بهدف إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال، واحترام الآخر، ونشر قيم السلام والتعايش. اقرأ عن البرنامج الوطني للتسامح.
عالميا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن يوم 4 فبراير “اليوم الدولي للأخوة الإنسانية”، ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وبدأ احتفال المجتمع الدولي بهذا اليوم سنوياً ابتداءً من عام 2021.
كما كانت الامارات وراء صدور “وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” ووقع عليها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، على هامش استضافة دولة الإمارات في فبراير 2019، المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وسبل تعزيزه عالمي.
وتحولت الإمارات إلى مصدر إلهام داعمي السلام حول العالم، فمنذ خطوتها الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 شتنبر2020، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام هي البحرين والسودان والمغرب. وهي خطوة تبعتها الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح في 3 أكتوبر2020، أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
كما وجدت الأطراف المتنازعة في السودان، في الإمارات أملاً في إصلاح ذات البين وحلحلة النزاعات لنزاهتها وحسن نواياها، فالسلام والتعايش سمة من السمات البارزة لسياسة الدولة، حيث لم تألُ جهداً في تأييد ودعم أي مبادرة سلام تسهم في حقن الدماء وإشاعة ثقافة التسامح والحوار والتعايش بين الشعوب.
واستكمالا لجهوده في تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام بين الشعوب، ومحاولات تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ونشر معاني الأخوة الإنسانية، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مبادرا دائما لإيقاف الصراعات بين الدول، وإخماد الفتن وإطفاء النزاعات، وساعيا إلى المصالحات، بحثاً عن السلام العالمي وسعياً لحقن الدماء، وحفظاً للإنسان وصوناً لكرامته.
كما كان أيضا لجهود الإمارات دور كبير في إنهاء أطول نزاع في أفريقيا، حيث أسهمت جهودهما في إنهاء الخلاف بين إثيوبيا وإرتيريا، حيث لم تأل السعودية والإمارات جهداً في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار، حيث وقع في 9 يوليوز 2018، أسياس أفورقي، رئيس إريتريا، وآبي أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا إعلانا حول السلام، ينهي رسميا عقدين من العداء بعد آخر مواجهة عسكرية عام 2000 بين الجانبين، خلفت نحو 100 ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.