أخبار دولية

الطريق السيار  المائي…أضخم مشروع في إفريقيا بابداع عبقرية مغربية 

الدار-خاص

سنوات عجاف عاشها المغرب بسبب توالي سنوات الجفاف المتتالية وشح التساقطات المطرية، حيث

دفع هذا الوضع المغرب إلى إطلاق مشروع أضخم طريق سيار مائي في القارة الإفريقية لضمان  “الأمن المائي” للمغاربة، لا سيما المتعلق بالماء الصالح للشرب.

و يسارع المغرب الزمن لتنفيذ مشاريع مائية عملاقة هي الأولى في إفريقيا لربط الأحواض المائية فيما بينها وضمان إمداد الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية بالماء الصالح للشرب.

ويصل مشروع “الطريق السيار للماء” الذي يربط حوضي سبو وأبو رقراق،  مراحل متقدمة في الإنجاز؛ وهو عبارة عن أنابيب فولاذية بقطر 3200 ميلمتر على طول 66.5 كيلومترات، ومحطتي ضخ، بكلفة إجمالية بلغت ستة مليارات درهم.

وإن كان المشروع المذكور الغرض منه هو تلبية الطلب على هذه المادة الحيوية، على مستوى الرباط والدار البيضاء الكبرى، فإن مؤشرات عديدة تظهر نية الحكومة في توسيع شبكة “الطرق السيارة للماء” لربط أحواض أخرى بمختلف مناطق المغرب.

توسيع هذه الشبكة بإمكانها إتاحة بعض المرونة فيما يخص تلبية حاجيات ساكنة مختلف المدن من مياه الشرب كمرحلة أولى والسقي في مرحلة ثانية.

وتصل كلفة مشروع “الطريق السيار للماء”، إلى ستة مليارات درهم، و  يتضمن مضختين اثنتين، و66.5 كيلومترات من الأنابيب الفولاذية بقطر 3200 ميلمتر، وبصبيب 15 مترا في الثانية.

و تقدمت أشغال الحفر  بنسبة مائة في المائة، وتم وضع الأنابيب بنسبة 21 في المائة، فيما بلغ الاشتغال بالنسبة للمضخة الأولى 44 في المائة والثانية 78 في المائة

و بغية تسريع وثيرة إنجاز  المشروع، تعاقدت الحكومة  مع المقاولات التي تشتغل على هذا المشروع لإنهاء الأشغال في أكتوبر 2023.

ويأتي مشروع الطريق السيار  للماء، بعدما تم إطلاق مشروع ربط حوض سبو وحوض أبي رقراق في نونبر 2022، بهدف تأمين تزويد المياه الصالحة للشرب لمحور الرباط-الدار البيضاء وكذا مراكش بطريقة غير مباشرة، من خلال تجهيز 66.5 كيلومترات من أنابيب النقل الفولاذية وإنشاء محطتي ضخ.

وقصد تنفيذ هذا المشروع تم اقتناء أنابيب فولاذية بقطر 3200 ميلمتر اللازمة لنقل المياه عبر المسافة سالفة الذكر من تركيا، بحكم عدم إنتاجها محليا؛ غير أن عمليات الاستيراد المنجزة سابقا من تركيا والمعفاة من رسم الاستيراد عرفت اضطرابا كبيرا جراء تداعيات الزلزال الذي تعرضت له هذه الدولة مؤخرا.

واحتراما لأجل التسليم المحدد أصبح الفاعلون الاقتصاديون ملزمين باستيراد هذه الأنابيب من مصادر أخرى تخضع لرسم الاستيراد بنسبة 40 في المائة.

و يعيش  المغرب على إيقاع حالة جفاف حادة منذ بضع سنوات، وكانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر جفافا منذ عام 1945.

من هذا المنطلق، خصص جلالة الملك محمد السادس جزءا مهما من خطابه السامي في 14 أكتوبر 2022  بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، لإشكالية المياه والتحديات المستعجلة المرتبطة به

و تتمركز  أزيد من نصف الموارد المائية السطحية بأحواض الشمال الغربي، التي تغطي 7 ٪ من التراب الوطني فقط، الأمر الذي يجعل الوضع صعبا في باقي ربوع المملكة.

كما تنحصر  51% من الموارد المائية السطحية  في حوضي سبو واللوكوس، اللذين يغطيان 7 ٪ فقط من المساحة الإجمالية للبلاد.

ويصل  نصيب الفرد من الماء إلى 606 متر  مربع خلال العام الجاري؛ وذلك في تأكيد واضح للمنحى التراجعي للماء بالبلاد، بسبب النمو الديموغرافي وارتفاع حاجيات القطاع الفلاحي والصناعي والسياحي من المادة الحيوية.

و يستهدف  المغرب تحقيق أكثر من 1000 مليون م3 في السنة من مياه البحر المحلاة ستوجه للماء الشروب والصناعي والسياحي والسقي، ومن 500 إلى 800 مليون م3 كحجم متوسط سنوي محول من فائض مياه حوض سبو إلى أحواض أبي رقراق وأم الربيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى