أخبار الدار بلوس

ما الذي يعوق اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال؟

الدار / خاص

ما الذي يحدث في حزب علال الفاسي؟ ثمة أزمة صامتة تشل حركية اللجنة التنفيذية التي لم تعقد اجتماعاتها لأزيد من شهرين ونصف، وفقاً لما ذكرته بعض المصادر. وبينما ينتظر أعضاءها عودة السير العادي لهذه الاجتماعات من أجل تدارس العديد من قضايا وانشغالات الحزب العالقة، يتفاعل الجدل اللجنة التنفيذية التي يرى بعض أعضائها أن الحزب يكاد يعمل خارج القانون في الوقت الذي يُنتظر فيه من هيئاته أكثر من مجرد إصدار البيانات. وفي هذا الإطار سيجتمع أعضاء اللجنة ليلة الخطاب الملكي المرتقب بمناسبة عيد العرش من أجل مدارسة مضامينه والاتفاق حول البيان الذي سيصدر بالمناسبة.

لكن هذه الأزمة بالنسبة للبعض ليست مجرد عجز عن عقد اجتماع أو لقاء تنظيمي، بل تعكس في الحقيقة غياب التصور والرؤية الخاصة بالقيادة الحالية في تدبير الحزب ومشاريعه الراهنة، وكذا مستقبله والمرحلة المقبلة. كما أنها تعبّر عن مرحلة فراغ سياسي يمر بها الحزب الذي افتقد قيادات من حجم نخبه السابقة، وكذا الدور السياسي الذي كان يقوم به في الماضي، عندما كان يقود الحكومة وتوكل إليه مسؤوليات من مستوى كبير. لكن هذا الدور المنكمش الذي يلعبه الحزب ينسبه البعض من أعضاء الحزب إلى شخصية الأمين العام الحالي الذي لم ينجح في بلورة خط قيادي خاص به منذ توليه المسؤولية قبل سنتين.

هذا الجمود الذي يطبع عمل اللجنة التنفيذية للحزب إذاً قد يكون مجرد تهرّب متعمّد من مواجهة النقاشات الداخلية والمعارضة التنظيمية التي قد يعبر من خلالها الكثير من القياديون عن عدم رضاهم على مستوى تسيير الحزب، والموقع الذي أضحى يحتله في المشهد السياسي عموما، وداخل الجهاز التنفيذي على الخصوص. وفي الوقت الراهن ما تزال هذه الأزمة الداخلية تتخذ أبعاد مواجهة غير معلنة بين أجنحة الحزب، لكنها تعيد إلى الواجهة الخلافات التي شابت المؤتمر الأخير، والصراع الحاد بين أقطابه حول القيادة. كما أنها تعكس في الوقت نفسه الحاجة إلى البحث عن هوية جديدة لحزب علال الفاسي الذي كان يستمد إلى الأمس القريب من شرعيته التاريخية والوطنية الكثير من المقومات والمواقف.

ماذا بقي اليوم من هذه الشرعية في ظل انكماش دور الحزب وتراجع جاذبية القيادة؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي تحاول بعض الأطراف داخل الحزب طرحه من خلال إثارة مشكلة الجمود الذي تعرفه اللجنة التنفيذية. هذا الجمود الذي له انعكاسات قانونية قد تفضي إلى تداعيات مالية أيضا، بالحرمان من أموال الدعم العمومي، يمكن أن يتحول في حال عدم تجاوزه إلى كرة ثلج قد تكبر مع الاستمرار في تأجيل المؤتمر الوطني. فهل أصبح حزب الميزان على شفا التصدع الداخلي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى