أخبار الدار بلوسحكومة

أول زيارة منذ 15 سنة..بوريطة يستقبل نظيره السلوفاكي لتعزيز التعاون الثنائي

الدار/ كلثوم إدبوفراض

استقبل اليوم الخميس 22 ماي 2025 وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة بالعاصمة الرباط، نظيره السلوفاكي يوراي بلانار، في زيارة رسمية تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من 15 عامًا، وتمثل محطة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.

وتميزت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم وإعلان مشترك، يُرسيان أسسًا متينة لتوسيع مجالات التعاون بين المغرب وسلوفاكيا، ويؤكدان الإرادة السياسية لدى الجانبين لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية.

وفي هذا السياق، أكد الوزير بوريطة أن هذه الزيارة تندرج ضمن سياسة المغرب الهادفة إلى الانفتاح على شركاء جدد داخل الفضاء الأوروبي، مشيرًا إلى أن سلوفاكيا شريك واعد يتقاسم مع المغرب توجهات ورؤى استراتيجية وقيمًا مشتركة، ما يجعل منها قاعدة مهمة لتطوير علاقات متعددة الأبعاد، خصوصًا على المستويين السياسي والدبلوماسي.

وحرص الجانبان للاتفاق على مأسسة الحوار السياسي بين البلدين، ليكون آلية منتظمة لتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف في المحافل متعددة الأطراف، انطلاقًا من الرؤية المشتركة للسلم والاستقرار الدوليين.

وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي، وخاصة عبر تطوير المبادلات التجارية، وتشجيع الاستثمارات الثنائية، مع التركيز على قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة، وصناعة الدفاع، والفلاحة.

ودعا بوريطة إلى تشجيع زيارات الوزراء ورجال الأعمال، والعمل على جعل سلوفاكيا بوابةً للمغرب نحو السوق الأوروبية، بالنظر إلى موقعها الجغرافي ومكانتها داخل الاتحاد الأوروبي.

كما شمل الحوار التعاون في المجال الأمني، خصوصًا في مواجهة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة الشبكات الإرهابية والجريمة المنظمة، مؤكدين أهمية تبادل الخبرات وتنسيق الجهود لمواجهة هذه التحديات العابرة للحدود.

وفيما يخصّ القضية الوطنية، فقد تطرق بوريطة إلى مستجدات ملف الصحراء المغربية ، مبرزاً أن أكثر من 120 دولة حول العالم باتت تدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ما يعكس دينامية دولية متصاعدة لحل هذا النزاع في إطار من الواقعية والشرعية الدولية.

وفي هذا الصدد، جاءت مخرجات الاعلان المشترك الذي تمّ توقعيه، بما يصرّح عبارةً أن “سلوفاكيا تشيد بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من أجل الدفع بالمسار السياسي نحو تسوية، وتدعم حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من لدن الأطراف، قائما على التوافق، تماشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار S/RES/2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024”.

وناقش الجانبان أيضًا تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، مجددين التأكيد على أن احترام سيادة الدول ومصالحها، والابتعاد عن الحلول العسكرية، واعتماد الحوار والتفاوض، هي المبادئ الكفيلة بحل النزاعات وتعزيز الاستقرار العالمي.

من جانبه، أكد الوزير يوراي بلانار أن المحادثات اتسمت بالانفتاح والثقة، مشيرًا إلى أن المغرب يُعد شريكًا استراتيجيًا في إفريقيا والمتوسط، وأن بلاده ترى فيه فاعلًا موثوقًا ومهنيًا في القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن سلوفاكيا، باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تنظر إلى المغرب كبوابة نحو إفريقيا وشريك قادر على الإسهام في دعم السلام والتنمية المستدامة.

وأوضح الوزير السلوفاكي أن بلاده، التي تعتمد نموذج الديمقراطية الاجتماعية، تشاطر المغرب نفس المبادئ في ما يخص احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، بما في ذلك موقفها تجاه قضية كوسوفو.

وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية الاستثمار المشترك في القارة الإفريقية، وأكدا على أن الوثائق الموقعة اليوم ستكون مرجعية لتطوير الشراكة، والانطلاق نحو آفاق أوسع من التعاون المثمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى