أخبار الدار بلوسأخبار دولية

تعزيز التحالف الدفاعي بين المغرب والولايات المتحدة يُمهّد لشراكة استراتيجية أعمق

تعزيز التحالف الدفاعي بين المغرب والولايات المتحدة يُمهّد لشراكة استراتيجية أعمق

الدار/ غيثة حفياني

في سياق دولي متقلب، يشهد التعاون العسكري بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تطوراً لافتاً، وسط مؤشرات متزايدة على احتمال انتقال هذا التعاون إلى مستويات غير مسبوقة، قد تشمل إقامة وجود عسكري أمريكي دائم فوق الأراضي المغربية، بل وربما فتح الباب أمام انضمام المغرب مستقبلاً إلى منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وتبرز هذه الدينامية الجديدة من خلال التمارين العسكرية المشتركة السنوية “الأسد الإفريقي”، التي تُعد الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، حيث جمعت النسخة الأخيرة، المنعقدة في ماي 2024 بمنطقة طانطان، قوات من الجيشين المغربي والأمريكي إلى جانب دول حليفة. وقد وثّقت صورة لافتة من قلب الميدان، اللقاء بين الكولونيل سيوارد ماتويك، الملحق العسكري بسفارة الولايات المتحدة في الرباط، وضابط من القوات المسلحة الملكية المغربية، في مشهد يعكس ليس فقط التعاون العملياتي، بل أيضاً العلاقات الإنسانية المتينة التي تُشكل حجر الزاوية في الشراكات الدفاعية الناجحة.

هذا التقارب المتسارع يُفسَّر من خلال أهمية المغرب كمحور استراتيجي للأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا، وقدرته على لعب دور محوري في جهود حفظ الأمن الإقليمي والمتوسطي. وبالنظر إلى التهديدات المتزايدة التي تواجه العالم، من الإرهاب إلى التوترات الجيوسياسية، يبرز المغرب كشريك موثوق للولايات المتحدة في تعزيز الأمن المشترك.

ولا يُستبعد، وفق عدد من المراقبين، أن تُمهّد هذه الشراكة الدفاعية المتصاعدة الطريق نحو تعزيز الحضور العسكري الأمريكي في المغرب بصفة دائمة، وهو ما قد يُشكّل تحوّلاً نوعياً في خارطة العلاقات الأمنية في المنطقة.

الجدير بالذكر أن الكولونيل سيوارد ماتويك ساهم بشكل كبير في ترسيخ أواصر الصداقة والتفاهم بين الرباط وواشنطن، وهو ما لقي تقديراً واسعاً من الطرف المغربي، في تعبير واضح عن رغبة البلدين في الدفع بهذه العلاقة إلى آفاق أوسع وأكثر عمقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى