موريتانيا وإسبانيا.. نحو شراكات اقتصادية واعدة
موريتانيا وإسبانيا.. نحو شراكات اقتصادية واعدة

الدار/ محمد الحبيب هويدي
تشهد العلاقات الاقتصادية بين موريتانيا وإسبانيا دينامية متجددة، تجلت في الاتفاق الذي جرى بين رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، زين العابدين ولد الشيخ أحمد، والسفير الإسباني في نواكشوط، بابلو باربرا، على تنظيم بعثة اقتصادية موريتانية إلى مدريد في وقت لاحق، من أجل بحث فرص الاستثمار وتوسيع مجالات التعاون الثنائي.
اللقاء، الذي انعقد يوم الثلاثاء في العاصمة نواكشوط، تناول مزايا الاقتصاد الموريتاني والفرص التي يوفرها، خاصة في ظل مدونة الاستثمار الجديدة التي تمنح تسهيلات ضريبية وحوافز غير مسبوقة للمستثمرين الأجانب. ويؤكد خبراء أن هذه المدونة تمثل تحولًا نوعيًا في جهود الحكومة الموريتانية لجذب الرساميل الأجنبية وتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني.
ولد الشيخ أحمد شدد على أن موريتانيا تزخر بقطاعات واعدة مثل الطاقة النظيفة (الشمسية والرياح)، الصيد البحري الذي يشكل أحد أعمدة التبادل التجاري مع إسبانيا منذ عقود، إضافة إلى المعادن كالحديد والذهب والنحاس التي تحتل البلاد فيها موقعًا متقدمًا في المنطقة. كما دعا رجال الأعمال الإسبان إلى استكشاف هذه الفرص بشكل مباشر، بما يعزز نقل التكنولوجيا والخبرات إلى السوق المحلية.
من جانبه، ثمّن السفير الإسباني دور اتحاد أرباب العمل في دعم مبادرات التعاون، مؤكدًا أن إسبانيا ترى في موريتانيا شريكًا استراتيجيًا في غرب إفريقيا، ليس فقط بحكم موقعها الجغرافي كبوابة إلى العمق الإفريقي، ولكن أيضًا لكونها بلدًا مستقرًا سياسيًا يوفر بيئة ملائمة للاستثمار طويل الأمد.
وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود موريتانيا لتنويع شراكاتها الدولية وجذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية، فيما يتوقع أن تمهد الزيارة المرتقبة لرجال الأعمال الموريتانيين إلى مدريد لتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة في مجالات البنية التحتية، النقل البحري، الصناعات الغذائية، والطاقة المتجددة، مما سيساهم في تعزيز التبادل التجاري وتوسيع قاعدة التعاون بين البلدين.