خطاب النصر والسيادة.. الملك محمد السادس يعلن فتحاً تاريخياً يكرّس مغربية الصحراء ويدعو إلى مغرب موحد من طنجة إلى لكويرة
خطاب النصر والسيادة.. الملك محمد السادس يعلن فتحاً تاريخياً يكرّس مغربية الصحراء ويدعو إلى مغرب موحد من طنجة إلى لكويرة

الدار/ مريم حفياني
في ليلة تاريخية ستظل خالدة في ذاكرة المغاربة، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مساء الجمعة، خطاباً سامياً إلى الشعب المغربي الوفي، عقب القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن الدولي، الذي كرس للمرة الأولى الاعتراف بمخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية، تحت السيادة الكاملة للمملكة.
استهل جلالة الملك خطابه بالآية الكريمة: “إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً”, في دلالة رمزية على أن المغرب يعيش اليوم فتحاً جديداً في تاريخه الحديث، بعد خمسين سنة من التضحيات والمسيرات المتواصلة من أجل تثبيت مغربية الصحراء، وطي صفحة النزاع المفتعل نهائياً.
🔹 مغرب جديد… قبل 31 أكتوبر وبعده
أكد جلالة الملك أن العالم سيشهد تحولاً حاسماً في مسار القضية الوطنية، قائلاً:
“إننا نعيش مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب الحديث، فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده.”
وشدد جلالته على أن زمن المغرب الموحد من طنجة إلى لكويرة قد حان، وأن لا أحد سيتطاول بعد اليوم على حقوق المملكة أو حدودها التاريخية.
⸻
🔹 دعم دولي واسع يعزز السيادة المغربية
استعرض الخطاب الملكي ما وصفه بـ”التحول التاريخي في المواقف الدولية”، مشيراً إلى أن ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر اليوم مبادرة الحكم الذاتي الإطار الوحيد والجاد لحل النزاع.
وأشار جلالته إلى أن قرارات القوى الاقتصادية الكبرى، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، إسبانيا والاتحاد الأوروبي، بتشجيع الاستثمار في الأقاليم الجنوبية، تمثل اعترافاً واضحاً بالسيادة الاقتصادية للمملكة على هذه الأقاليم، التي وصفها بأنها أصبحت قطباً للتنمية والاستقرار ومحوراً اقتصادياً في محيطها الإقليمي.
⸻
🔹 المغرب يقدم نسخته المحيّنة من الحكم الذاتي
أعلن جلالة الملك أن المغرب سيقوم قريباً بـتحيين مبادرة الحكم الذاتي وتقديمها للأمم المتحدة لتكون “الأساس الوحيد للتفاوض”، باعتبارها الحل الواقعي، الدائم والقابل للتطبيق، مؤكداً في الوقت ذاته على حرص المغرب على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف.
⸻
🔹 نداء ملكي إلى سكان مخيمات تندوف
في رسالة إنسانية مؤثرة، وجه جلالة الملك نداءً صادقاً إلى إخواننا المحتجزين في مخيمات تندوف، داعياً إياهم إلى العودة إلى الوطن الأم واغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها هذا التحول الأممي، مؤكداً أن جميع المغاربة “سواسية، لا فرق بين العائدين من تندوف وغيرهم داخل الوطن”.
⸻
🔹 دعوة صريحة للحوار مع الجزائر
في بادرة أخوية تعكس روح المسؤولية والقيادة الحكيمة، دعا جلالة الملك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى حوار صادق وأخوي لتجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة قائمة على الثقة وحسن الجوار، مشدداً على التزام المغرب بإحياء الاتحاد المغاربي على أسس التعاون والاحترام المتبادل.
⸻
🔹 إشادة بالقوات المسلحة والدبلوماسية الوطنية
خصّ جلالة الملك بالتحية أفراد القوات المسلحة الملكية ومختلف الأجهزة الأمنية، تقديراً لتضحياتهم في الدفاع عن وحدة الوطن واستقراره طيلة العقود الماضية، كما نوه بالدبلوماسية المغربية، الرسمية والحزبية والبرلمانية، التي “ساهمت بإصرار وفعالية في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية”.
وختم جلالته خطابه بترحم مؤثر على روح المغفور له الملك الحسن الثاني، مهندس المسيرة الخضراء، وكل شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم فداءً لوحدة المغرب واستقلاله.
⸻
🔸 ختاماً: فتح مبين ومرحلة جديدة
بهذا الخطاب التاريخي، أعلن جلالة الملك بداية مرحلة الحسم النهائي في قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن المغرب اليوم يدخل عهداً جديداً من الوحدة والسيادة والتنمية، في ظل التفاف شعبه حول العرش العلوي المجيد، وفي لحظة توحد فيها الوطن من طنجة إلى لكويرة على قلب رجل واحد.
“الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات”.




