الإمارات تواصل نهجها الإنساني.. أول دولة تقدم مساعدات اغاثية لمنكوبي زلزال سوريا وتركيا
الدار-خاص
لم تتأخر دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستجابة الفورية كعادتها لنداءات الإغاثة الدولية بعد الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا وتركيا، حيث كانت سباقة إلى إرسال مساعدات إنسانية إغاثية للمنكوبين من هذه الكارثة، حرصا منها منذ تأسيسها على أن يكون الدعم الإنساني والتنموي جزءا أساسيا من علاقاتها الخارجية.
وتتصدر منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياسا لدخلها القومي، كما تجسّد الخطوة الرسالة الإنسانية للإمارات من خلاله المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين الذي أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.
وقد أرسلت الإمارات الخميس المنصرم، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، 22 طائرة تنقل مساعدات إغاثية إلى المتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ضمن عملية “الفارس الشهم2”.
بواقع 640 طنا من المساعدات الإغاثية.
وجاءت هذه المساعدات بتوجيهات القيادة الرشيدة دعما لشعبي البلدين، وذلك في إطار الأدوار الإنسانية الرائدة للدولة على الصعيد العالمي وأياديها الممتدة بالخير على مدى عقود.
وقد أرسلت الإمارات 22 رحلة عبر جسر جوي، منها 7 رحلات طيران إلى سوريا حتى الآن، حملت على متنها مساعدات إنسانية تضمنت مواد غذائية، إلى جانب 515 خيمة لإيواء وإغاثة المتضررين من الشعب السوري من الزلزال.
و تم حتى اليوم، تسيير 15 رحلة طيران من الإمارات إلى تركيا، حملت على متنها فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميدانيا متنقلا تمهيدا لافتتاحه في منطقة (إصلاحية) بكامل تجهيزاته، حيث تشمل التجهيزات: أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة وعيادات خارجية وعنابر تنويم بسعة 50 سريرا ومختبرا وصيدلية، إضافة إلى خدمات الأشعة السينية والمقطعية، إلى جانب أطقم طبية متخصصة في جراحة العظام والجراحة العامة والتخدير وعناية فائقة وفنيين من مختلف التخصصات الطبية.
وأعطى رئيس دولة الإمارات، صاحي السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الإثنين 6 فبراير الجاري، تعليماته، بعيد وقوع الزلزال في تركيا وسوريا بتنفيذ عملية “الفارس الشهم 2″، لدعم المتضررين من الزلزال، وهي العملية التي تشارك فيها القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، و”مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية”، و”مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية”، والهلال الأحمر الإماراتي.
هذا الدعم الإماراتي لسوريا وتركيا، ليس بجديد على الإمارات العربية المتحدة، حيث سارع رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، مباشرة بعد الزلزال إلى الإعلان عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى تركيا وسوريا، واتصاله الهاتفي بالرئيسين التركي والسوري، بعد الكارثة مباشرة.
هذه المساعدات تجسد وتؤكد أن الإمارات أرض الشهامة وأرض الأخوة الإنسانية، لا يمكنها البقاء مكتوفة الأيدي أمام صرخات المنكوبين والمتضررين في دول عربية شقيقة او في أية دول أخرى، كما أن هذا الدعم لسوريا و تركيا يأتي في إطار العلاقات التي تجمع الإمارات مع البلدين وضمن الدور الإنساني الذي تقوم به لإغاثة المحتاجين والمتضررين من الكوارث المختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات حققت السبق بوصول 3 طائرات عسكرية إلى تركيا، الإثنين 6 فبرايرالجاري، تقلّ فرق بحث وإنقاذ وموادا طبية، مباشرة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، حيث كانت وزارة الدفاع الإماراتية متواجدة منذ المرحلة الأولى مع فرق البحث الدولية التي وصلت تركيا، و تم تحديد منطقة كانت قوات الدفاع الإماراتية مسؤولة عنها وهي كهرمان مرعش.
وقد شكل التحرك الإماراتي العاجل وتواجدها ضمن أوائل الدول على الأرض ومشاركتها في عمليات الإنقاذ تجسيداً واضحاً لحضورها الإنساني وتضامنها الدائم مع مثل هذه الأحداث، وتعبيراً صادقاً تضامنها الكامل مع المجتمعات المتضررة حول العالم عبر البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية.
ومباشرة بعد الزلزال في سوريا و تركيا، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري، ضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي، كما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم، وذلك لإغاثة المتضررين من الزلزال الأعنف الذي شهدته البلاد منذ عقود.
من جانبها، دعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع، للانضمام إلى حملة “جسور الخير” والمساعدة في تجميع وتعبئة حزم الإغاثة للمتضررين من الزلازل في سوريا وتركيا، حيث ستبدأ الحملة بتعبئة المساعدات الأولية يوم السبت 11 فبراير 2023 في تمام الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهراً، في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض، في مدينة إكسبو دبي.
وستستمر عملية جمع التبرعات النقدية والعينية لمدة أسبوعين اعتبارا من يوم 12 فبراير وبشكل مباشر من قبل هيئة الهلال الأحمر الاماراتي والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية المشاركة في المبادرة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الإمارات تتتصدر منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياسا لدخلها القومي، كما تجسّد الخطوة بتقديم الدعم الإنساني لتركيا و سوريا، الرسالة الإنسانية للإمارات من خلاله المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين الذي أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.