أخبار الدار بلوس

الدعم الاماراتي لسوريا وتركيا…استباقية عالمية في تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمنكوبي الزلزال

الدار- خاص

سيرا على نهجها الإنساني، و نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، كلما اشتدت الأزمات والمحن لدى الشعوب الصديقة والشقيقة، كانت دولة الامارات العربية المتحدة من البلدان السباقة عالميا الى إغاثة المنكوبين والمتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، كما أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، كان أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن بعد وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فور وقوع الزلزال، اتخذت الإمارات خطوات سبّاقة تجسّد مبادرتها السريعة والفعالة لتقديم جهود الإغاثة، وتعبّر عن مواقفها الإنسانية الرائدة في الوقوف إلى جانب الأشقاء في تركيا وسوريا، حيث انطلقت الجهود الإماراتية الإنسانية باتصالات تعازي ومواساة ودعم على مستوى القيادة، تلتها مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة.
المساعدات ستتبلور بعد ذلك إلى عملية إغاثية شاملة متكاملة تحت اسم “الفارس الشهم 2″، تم خلالها إطلاق جسر جوي إنساني، وصلت منه 3 طائرات إلى تركيا وطائرة رابعة إلى سوريا خلال أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزال، وما زال العمل متواصلا.
ورصدت الامارات بتعليمات من رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مبلغا ماليا ضخما، كان الأضخم الذي تم رصده حتى الآن لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا، حيث أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في البلدين، وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.
والى جانب اطلاق عملية “الفارس الشهم 2” ، أعطى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، توجيهاته بتسيير مساعدات إنسانية عاجلة للشعب السوري بقيمة 50 مليون درهم، حيث سيستفيد من الدعم الذي سيُقدم على شكل طرود تموينية من خلال “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، الفئات الأكثر تضرراً في سوريا.
وكانت أول طائرة إغاثة تصل إلى غازي عنتاب، أكثر المدن التركية تضرراً من الزلزال، من الإمارات العربية المتحدة، كما تعد الإمارات أول دولة يصل منها 3 طائرات إغاثية إلى تركيا في غضون ساعات من وقوع الزلزال.
من جهة أخرى، كان رجال البحث والإنقاذ الإماراتيون من أوائل رجال الإنقاذ الذين وصلوا إلى تركيا لتقديم الدعم والإغاثة، حيث شاركت الإمارات في المرحلة الأولى ضمن فرق البحث والإنقاذ الدولية التي وصلت تركيا، وتم تحديد منطقة مسؤولية خاصة لدولة الإمارات لتقديم جهود الإنقاذ والإغاثة وهي منطقة كهرمان مرعش، أحد أكثر المناطق تضرراً بالزلزال، الأمر الذي يتوّج الثقة التركية والدولية في كفاءة رجال الإنقاذ الإماراتيين.
وحرصاً من الامارات على تنسيق جهود الإغاثة الإماراتية وشموليتها وتكاملها، لتحقيق أهداف سريعة وواسعة تخفف من آثار الدمار الكبير الذي خلفه الزلزال، تم إطلاق عملية “الفارس الشهم 2” تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، القائد الأعلى للقوات المسلحة، تضم العملية تحالفاً واسعاً من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثية بشكل فعال.

وتشارك في تنفيذ عملية “الفارس الشهم 2″ لدعم الشعبين السوري والتركي، القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و”مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية” و”مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية” والهلال الأحمر الإماراتي.
وما يميز عمليات الامارات الاغاثية والإنسانية في سوريا وتركيا، هي أنها عملية منسقة تعمل وفقاً للأولويات التي تحددها السلطات في سوريا وتركيا، وليست عملية دعم عشوائية، اذ يتم إرسال المساعدات بالتنسيق المباشر مع تركيا وسوريا، حيث يحددون الأولويات وتقدم الامارات المساعدات، حيث تبرز الحاجة التركية في الجانب المتعلق بفرق البحث والإنقاذ، وتجهيز مستشفى ميداني، فيما الأولوية بالنسبة لسوريا فتتمثل بالمواد الغذائية والخيام، الى جانب تقديم الدعم في مجال البحث والإنقاذ، وتوفير مستشفى ميداني أيضا.
وتحظى عملية “الفارس الشهم 2” بمتابعة من مباشرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهي العملية التي تجسد في عمقها الجهود الشاملة والمتكاملة ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً” من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، الأمر الذي يتوجها بحق عاصمة للإنسانية.
دعم انساني اغاثي اماراتي غير مسبوق، يؤكد بأن أيدي الخير الإماراتية لا حدودها لا ولا تخضع لمنطق الجغرافيا، بل هدفها خدمة الإنسانية والبشرية في المحن والأزمات، وهو النهج القويم، الذي يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تكريسه يوما بعد آخر، ليضع الامارات بذلك في مصاف وصدارة الدول العالمية و لسنوات عدة، كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى