مركز تفكير إيطالي: المغرب بوابة إفريقية للتجارة العالمية
قال المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية إن المغرب، بوصفه بوابة ولوج إفريقية للتجارة العالمية، يكتسي أهمية بالغة في سلسلة القيمة العالمية، مبرزا ريادة المملكة على صعيد المنطقة المتوسطية.
وأوضح المعهد في نشرة حديثة أن تموقع المملكة ضمن سلسلة القيمة العالمية “واعد”، مسجلا الاستقرار السياسي الذي يسود البلاد والرؤية الملكية الحكيمة التي مكنت من تسريع التنمية الصناعية والبنيات التحتية المتقدمة التي يتواصل تعزيزها.
واعتبر المعهد أن مشاركة المغرب في سلسلة القيمة العالمية، سواء عبر تطوير أنشطة إنتاجية جديدة أو بتقوية أنشطة التجارة، في تنام متواصل منذ عدة أشهر، مشيرا إلى أن المملكة عرفت خلال الفترة من 2005 إلى 2018 ارتفاع نسبة مشاركتها في سلسلة القيمة العالمية بـ 7,6 في المائة لتستقر عند 46,7 في المائة، وذلك بمستوى مقارب لما بلغته دول مثل المكسيك ورومانيا وروسيا، ويفوق أخرى مثل تركيا والبرازيل والهند.
وقال إن صناعات السيارات والطيران والفوسفاط من القطاعات الأكثر اندماجا في سلسلة القيمة. فبطاقة إنتاجية تفوق 700 ألف سيارة سنويا، فرضت صناعة السيارات نفسها كقطاع تصدير رئيسي بالنسبة للمغرب، الذي يعد أيضا أول منتج إفريقي وثاني مزود للاتحاد الأوروبي.
ولاحظ محللو المعهد أن المملكة حاضرة في مجمل سلسلة القيمة من الإنتاج إلى المكونات، مبرزين أن الاستثمارات الأخيرة تكشف كيف أن منحى تطور القطاع يتقاطع مع الانتقال الطاقي، الورش الذي تم إطلاقه منذ عدة سنوات من قبل المغرب.
وساهم المركز التقني المغربي لمجموعة “ستيلانتيس” في البحث والتطوير لإنتاج سيارتين كهربائيتين. هذا التخصص الناشئ يحظى بالدعم عبر حضور مجموعة STMicroelectronics منذ أكثر من عشرين عاما، والتي أطلقت خط إنتاج جديد للشرائح الإلكترونية من قبل المصنع الأمريكي (تيسلا) في مصنعه ببوسكورة.
ويتوقف المعهد عند قطاع صاعد آخر هو صناعة الطيران، من خلال تواجد العديد من المجموعات الدولية التي نقلت جانبا من مسلسل إنتاجها إلى المغرب من قبيل EADS وبوينغ وبومبارديي آيروسبايس وسافران. وسنة 2022، تزايدت صادرات القطاع بـ 34,4 في المائة كقيمة سنوية.
وعرج المعهد على امتلاك المغرب لـ 70 في المائة من احتياطيات الفوسفاط العالمية. وخلال الـ 11 شهرا الأولى من 2022، حقق المغرب زيادة قدرها 54 في المائة من قيمة صادراته التي بلغت 10,6 مليارات دولار.
وأضاف أن اندماج الاقتصاد المغرب في سلسلة القيمة العالمية تعزز أيضا بتطوير قطاع الموانئ، حيث تموقع البلد خلال السنوات الأخيرة كفاعل محوري في أنشطة اللوجستيك بالفضاء المتوسطي. وذكر المعهد الإيطالي بأن ميناء طنجة المتوسطي احتل الرتبة السادسة في الترتيب العالمي لموانئ الحاويات لدى البنك العالمي 2021. ويرتبط الميناء بشبكة من 180 ميناء و70 بلدا عبر العالم، منها 18 دولة إفريقية.
يذكر أن معهد دراسات السياسة الدولية تأسس بميلانو سنة 1934، وهو من أقدم المعاهد الإيطالية المرجعية في الشؤون الدولية.
الدار : و م ع