البارغواي تقص أجنحة الاخوان في أمريكا اللاتينية وتضع حدا لأنشطتهم المهددة للأمن والاستقرار
الدار- خاص
بعد أن عمدت فلول وأذرع التنظيم الدولي للإخوان المسمين الى استخدام ملاذات آمنة بديلة خلال السنوات الماضية بعد الضربات التي تلقتها في مصر ودول الشرق الأوسط، بصمت البارغواي على قرار تاريخي وشجاع، بإدراج جماعة “الاخوان المسلمين” في نطاق الجماعات الإرهابية المحرضة على العنف والقتل.
فوفق نص القرار الذي اتخذه كونغرس برغواي، فان تصنيف الاخوان المسلمين “جماعة إرهابية”، يعزى الى كونها “تهدد الأمن والاستقرار الدوليين، وتشكل انتهاكا خطيرا لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة”.
وبالنظر الى سياق هذا القرار، والذي يأتي في خضم الانقسامات التي تهز جماعة الاخوان المسلمين، فان قرار من هذا القبيل يمثل استمرارًا لمسلسل الضربات المتتالية التي تتلقاها جماعة الإخوان المسلمين، كما يمثل القرار طوقًا جديدًا يزيد خناق الجماعة التي تضربها انقسامات وصراعات حادة منذ سنوات ويؤثر على جزء من نشاطها في أمريكا اللاتينية.
ظلت جماعة الاخوان المسلمين تنشط بشكل مكثف وبعيدا عن الأعين في أمريكا اللاتينية، وهي من الملاذات غير تقليدية والبعيدة للجماعة، علاوة على الملاذات المعروفة في أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية.
وقد ركزت جماعة الاخوان المسلمين أنشطتها في أمريكا اللاتينية في منطقة الحدود الثلاثية بين باراجواي والأرجنتين والبرازيل، وهي المنطقة المعروفة منذ سنوات بتزايد وتيرة الأنشطة الإرهابية فيها، ولذلك كان هناك تنسيق أمني مستمر منذ تسعينيات القرن الماضي بين الدول الثلاث التي شكّلت معًا آلية موحدة لمواجهة النشاط الإرهابي على حدودها، ولهذا فطنت الأجهزة الأمنية في باراغواي خلال الشهور الأخيرة إلى نشاط تنظيم الإخوان في هذه المنطقة، وأصبح هذا النشاط تحت أعينها.
ان قرار البرغواي بتصنيف الاخوان المسلمين “جماعة إرهابية” يؤثر على خطوات الجماعة في أمريكا اللاتينية عمومًا وفي باراغواي خصوصًا، وتحديدًا على مستوى الشبكات المالية والاقتصادية القائمة على أموال العمل الخيري والتبرعات، التي كانت الجماعة تسعى إلى تأسيسها لتكون بابًا خلفيًا لتمويل أنشطتها غير المشروعة، كما أن هذا القرار قد يدفع عددًا من دول العالم إلى النظر في أنشطة جماعة الإخوان على أراضيها، والعمل على صده وكبح جماحه من خلال المتابعات الأمنية أو القرارات السياسية، ويتضح ذلك في ضوء قرار باراجواي الأخير وقرارات النمسا وألمانيا في عام 2021.
واستندت اللجنة الدائمة بكونغرس البارغواي في قرارها الى أن “جماعة الإخوان التي تأسست في 1928 بمصر، تقدم المساعدة الإيديولوجية لمن يستخدم العنف ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب، وأن دولة بارغواي ترفض رفضا قاطعا جميع الأعمال والأساليب والممارسات الإرهابية” وهو ما أبرزته وسائل إعلام محلية رحبت بالموافقة على القرار.