تقرير أمريكي: الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي يتزايد و هزائم الجزائر في ملف الصحراء تتوالى

الدار-خاص
أكد معهد “ستراتفور” الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن المغرب أولى أهمية قصوى لضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية و تطوير الصناعات في أقاليمه الجنوبية.
و أشارت المؤسسة البحثية الأمريكية في تقرير حديث، إلى أن الجزائر ستحاول إبعاد نفسها كطرف رئيسي في النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء؛ من خلال ” التقليل من أهمية النزاع الإقليمي في ارتباطاتها الخارجية لتحسين شراكاتها الثنائية”.
و أضاف التقرير أن تحركات المغرب و الجزائر تأتي في خضم استعداد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصويت على تجديد ولاية بعثة حفظ السلام في الصحراء المغربية (المينورسو) المنتهية في 31 أكتوبر الجاري.
و وفقا لذات المصدر، فإن التصويت على تجديد ولاية بعثة المينورسو يأتي في سياق امتعاض الأمم المتحدة من الأدوار التي تقوم بها الجزائر لادامة نزاع الصحراء، عبر توفير الدعم و احتضان ميليشيات جبهة البوليساريو الإنفصالية”.
و وصف المعهد الأمريكي، جبهة البوليساريو ب” الجماعة المسلحة” المدعومة من طرف الجزائر”، مشيرا إلى أن ” الأمم المتحدة تحس بالامتعاض بسبب انتهاك البوليساريو لعمليات بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المينورسو، على حدود الجدار الأمني المغربي.
كما تشعر الأمم المتحدة، يردف تقرير المعهد الأمريكي، ب” الامتعاض تجاه الجزائر بسبب خرقها و تدخلها المزعوم في عمليات بعثة المينورسو”.
بالمقابل، أوضح معهد ” ستراتفور” أن الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، التي تقدم بها المغرب سنة 2007، يتزايد”، مؤكدا أن حشد الدعم لهذه المبادرة يعتبر ” عنصرا حاسما في استراتيجية السياسة الخارجية للمغرب لتعزيز سيادته الكاملة على كافة أقاليمه الجنوبية”.
و في هذا الصدد، أضاف التقرير بأن ” أحد الإنجازات المهمة للمغرب لحشد المزيد من التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، هو تحرك الولايات المتحدة للاعتراف رسميًا بالسيادة الكاملة للمغرب على كافة أقاليمه الجنوبية في دجنبر 2020، ليعقبها بعد ذلك إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في مارس 2022 بعد سنوات من الحياد”.
و لفت تقرير المؤسسة البحثية الأمريكية، إلى أن تزايد التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، يقابله تدهور علاقات الجزائر الخارجية مع العديد من البلدان؛ بما في ذلك المغرب وإسبانيا.
و شدد ذات التقرير على أن ” المغرب سيستفيد من الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الصحراء المغربية؛ و بالتالي تنمية اقتصاد المناطق الجنوبية الغنية بالموارد وقطاع التعدين.
و تابع ذات التقرير:” مع تزايد الدعم الدولي لمطالب المغرب المشروعة، و لمبادرة الحكم الذاتي، ستسعى المملكة استراتيجيا إلى إيجاد سبل لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية؛ بما في ذلك ضخ المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.
و في إطار هذا الجهود، يورد التقرير، ” وضع المغرب أيضًا خططًا لمشاريع الطاقة المتجددة في الصحراء المغربية، والتي من المتوقع أن يتم دعمها باستثمارات أجنبية. علاوة على ذلك، يخطط المغرب للاستثمار في تعدين الفوسفاط، وتنمية مصايد الأسماك لتنمية اقتصاد الصحراء المغربية، وتصدير مواردها”.
و تطرق تقرير معهد “ستراتفور” الأمريكي، لدينامية افتتاح القنصليات التي تعرفها كبريات حواضر الصحراء المغربية؛ مؤكدا أن ” العديد من الدول التي دعمت السيادة المغربية على صحرائة قامت بفتح، أو الإعلان عن خطط لفتح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة”.
و اعتبر ذات التقرير أن ” هذا الزخم الدبلوماسي في افتتاح القنصليات، يعزز الدعم الدولي للصحراء المغربية، خاصة مع التنمية الإقليمية، و ومع نمو الاستثمارات في الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
و قال التقرير إنه ” من المرجح أن تستمر جبهة البوليساريو في شن هجمات مستهدفة معزولة لتعطيل وتأخير وإعاقة المبادرات التنموية في الأقاليم الجنوبية”، غير أن تأثير هذه الهجمات، يؤكد ذات المصدر، ” سيكون محدودا نظرا للترسانة العسكرية المغربية المتقدمة واعتماد جبهة البوليساريو على أسلحة قديمة”.
و أضاف تقرير المؤسسة البحثية الأمريكية: ” بينما لا تزال الجزائر تقدم الدعم لجبهة البوليساريو، فمن المرجح أن تحول الجزائر أولويات سياستها الخارجية بعيداً عن قضية الصحراء المغربية للتركيز على علاقاتها الثنائية وشراكاتها الرئيسية”.
و اردف ذات التقرير : ” في النزاع الدائر حول الصحراء المغربية، جاء دعم الجزائر لجبهة البوليساريو بتكلفة مالية ضئيلة، لكن كان له سمعة كبيرة على صورة الجزائر الخارجية، و خلف تداعيات دبلوماسية”.
و أبرز المعهد الأمريكي أن الحكومة الجزائرية ترغب في توسيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، في إطار مساعي الرئيس عبد المجيد تبون لوضع بلاده كقوة إقليمية”، غير أن ذلك، يؤكد التقرير ” يتطلب من الجزائر وقف دعمها لجبهة البوليساريو، و فك الارتباط بها؛ لكن بالنسبة للنظام العسكري الجزائري، ذلك يعني المخاطرة بشرعيته المحلية من خلال النظر إليها على أنها انهزم أمام المغرب بعد سنوات من التنافس “، يخص المعهد الأمريكي في تحليله.