جون أفريك: الملف الثلاثي بين المغرب واسبانيا والبرتغال لاحتضان المونديال “مغري” ويملك حظوظ أوفر
الدار- ترجمات المحجوب داسع
أكدت الأسبوعية الفرنسية “جون أفريك” أن ملف الترشيح المشترك بين المغرب واسبانيا والبرتغال لتنظيم مونديال 2030، ملف “مغري، وجذاب”.
وأبرزت “جون أفريك” أن أسباب جاذبية الملف الثلاثي المشترك تكمن في القرب الجغرافي بين المغرب واسبانيا والبرتغال، إضافة الى العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين هذه الدول، وسهولة الوصول اليها، علاوة على أنها دول آمنة ومستقرة سياسيًا.
وأوضحت الأسبوعية الفرنسية أن المغرب واسبانيا والبرتغال تتوفر، أيضا على فنادق ممتازة، وتعتبر وجهات سياحية شهيرة جدًا، الى جانب توفرها على مستشفيات، وشبكات نقل واتصالات حديثة وفعالة، علاوة على توفرها البلدان الثلاثة على بنى تحتية رياضية في المستوى.
https://www.jeuneafrique.com/1427917/politique/pourquoi-la-candidature-espagne-portugal-maroc-a-la-coupe-du-monde-2030-pourrait-rafler-la-mise/
ووفقا لذات الأسبوعية، فان المغرب يتوفر على عدة ملاعب تتماشى مع معايير الفيفا (40 ألف مقعد كحد أدنى)، في مدن أكادير وفاس ومراكش وطنجة والرباط والدار البيضاء، وهو نفس الأمر الذي ينطبق، أيضًا على إسبانيا، التي تتوفر على ثلاث منشآت رياضية في إشبيلية، واثنتان في مدريد وبرشلونة، وأخرى في فالنسيا، وبلباو، الى جانب البرتغال، التي تتوفر أيضا على ملعبين اثنين في لشبونة، وواحد في بورتو، مع إمكانية توسيع ملاعب أخرى.
وأوردت “جون أفريك” أن الاسبان والبرتغاليون قد فكروا، في أكتوبر 2021، في ضم أوكرانيا الى ترشيحهم الثنائي، لكن غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022 والشكوك التي حامت حول مدة الحرب التي شنها فلاديمير بوتين، معطيات دفعت اسبانيا والبرتغال الى تعديل خطتها، كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، الذي من المرتقب أن يعلن عن البلد الذي سينظم مونديال 2030، لا يستطيع المخاطرة بتكليف بلد يحتمل أن يكون في حالة حرب مع مباريات كأس العالم في عام 2024.
وتابعت الأسبوعية الفرنسية أنه بصرف النظر عن الترشيح الثلاثي المكون من اسبانيا-البرتغال-المغرب، أحيطت الفيفا علما بترشيح رباعي من أمريكا الجنوبية، الأرجنتين-تشيلي-باراجواي-أوروجواي، في حين لم يتم طرح الموضوع الذي تم ذكره في شتنبر الماضي والذي يجمع السعودية ومصر واليونان، مبرزة أن ” المغرب، الذي تقدم بطلب للحصول على شرف تنظيم كأس العالم سنوات 1994 و 1998 و 2006 و 2010 و 2026، يعلم أن فرصه في استضافة كأس العالم قد تتعزز في إطار ترشيح ثلاثي”.
واعتبرت أسبوعية “جون أفريك”، أن ترشيح أمريكا الجنوبية يبدو “أكثر تعقيدًا”، لأن الدول الأربع التي قدمت ترشيحها اقتصاداتها غير مزدهرة، إضافة الى كونها دول شاسعة مساحة، مما يعني رحلات طويلة ومكلفة للمشجعين، مضيفة أن ” الترشيح الرباعي بين الأرجنتين، تشيلي، باراغواي وأورغواي، “ترشيح رومانسي”، كما يؤكد فينسينت تشوديل، رئيس مرصد الأعمال الرياضية.
بالنسبة ل”فينسيت تشوديل”، فان أمريكا الجنوبية هي بالفعل أرض كرة القدم، وقد أقيمت أول نهائيات لكأس العالم في أوروجواي، في عام 1930، و سيكون “جميلا” و”رمزيا” اسناد التنظيم لهذه القارة، لكن هناك قبل كل شيء اعتبارات اقتصادية يجب أخذها في الاعتبار”، يؤكد المحلل الرياضي.
وبحسب الأسبوعية الفرنسية، فإن الأوروبيين هم الذين ينفقون أكثر على حقوق البث التلفزيوني لكأس العالم، وهذه الحقوق التلفزيونية هي مصدر دخل أساسي للفيفا، ومع ذلك، بالنسبة لكأس العالم في أمريكا الجنوبية، فبرمجة المباريات غير متوافق للمشاهدين الأوروبيين، الذين سيتعين عليهم بالفعل التكيف مع نسخة عام 2026، وبالتالي فلهذا السبب بالضبط يبدو أن ” الملف الثلاثي بين إسبانيا والبرتغال والمغرب لديه الكثير من الأوراق الرابحة”.
وأضافت أسبوعية “جون أفريك” :” رئيس “الفيفا”، جياني إنفانتينو ، يعرف ذلك، لكن علاقاته البائسة مع السلوفيني ألكسندر شيفرين، مدرب كرة القدم الأوروبية، يجب أن تؤخذ في الاعتبار أيضًا، حيث يدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حجم مبيعاته السنوية 15 مليار دولار، مقابل 7.5 مليار للفيفا الذي يخطط للزيادة إلى 11 مليار دولار، و هذا هو السبب في أن إنفانتينو، الذي وعد الأمريكيين الجنوبيين بالتأكيد بكأس العالم، ليس غير حساس تجاه ترشيح المملكة العربية السعودية واليونان ومصر، والذي سوف يعتمد قبل كل شيء على السعوديين، الذين تتمتع قوتهم الاقتصادية الهائلة.
ولفتت الأسبوعية الفرنسية الانتباه الى أنه سيتم أيضًا اختيار الدول التي ستستضيف كأس العالم 2030 “خلف الكواليس”، حيث ينبغي أن يجتذب المغرب أغلبية كبيرة من الأصوات الأفريقية، بفضل الدبلوماسية الرياضية للمملكة، والتي أسفرت بشكل خاص عن توقيع 45 شراكة مع اتحادات جنوب الصحراء الكبرى.
وخلصت أسبوعية “جون أفريك” الى أن ” ترشيح إسبانيا والمغرب والبرتغال سيحظى بالعديد من الأصوات في أوروبا وإفريقيا وربما في آسيا، وقد نجح الملك محمد السادس في ضم بلاده الى إسبانيا والبرتغال، و إذا كانت المملكة العربية السعودية مرشحة مع اليونان ومصر، فلا ينبغي إغفال شيء واحد: لن يقدم حلفاء المغرب أي خدمة للسعوديين، الذين صوتوا لثلاثي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لعام 2026. لم ينسوا ذلك. أخيرًا، وزن ملف ترشيح مصر واليونان، يبدو أخف جدًا في إفريقيا وأوروبا”.