علاقات أخوية متميزة بين الشعبين الاماراتي والقطري.. وروابط تاريخية بين البلدين الشقيقين
الدار- خاص
تجسد الزيارة التي بدأها بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الى قطر، اليوم الاثنين، الروابط والعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين الاماراتي والقطري، حيث تربط الإمارات وقطر علاقات أخوية متينة، تحت مظلة مجلس التعاون لـدول الخليـج العربيـة.
هي روابط تاريخية مدعومة بالإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، والذي أتاح ترسيخ علاقات انعكست على العديد من القطاعات المختلفة، لا سيما المجالات الاقتصادية والثقافية والإبداعية المختلفة، اذ يمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فيما ينعكس تعظيم التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات على رخاء وازدهار الشعبين الشقيقين، ويدفع قدماً عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك.
علاقات متميزة انعكست على المجال الاقتصادي، حيث بلغ حجم إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات ودولة قطر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2021، قرابة 4.7 مليارات درهم، كما تعكس المشاركة القطرية المتميزة في “إكسبو 2020 دبي”، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، حيث سلط الجناح القطري في الحدث العالمي الضوء على إنجازات قطر في مختلف المجالات، واستعرض المشاريع الرائدة التي يتم طويرها وفقاً لـ”الرؤية الوطنية 2030″، كما سلط الضوء على قطر باعتبارها الدولة المضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم “قطر 2022”.
علاقات متميزة بين الامارات وقطر، تجسدت في احتفال الإمارات في عام2021، باليوم القطري تحت شعار “الإمارات ــ قطر.. كل عام وأنتم بخير”، وهي الاحتفالات التي جاءت بعد فترة شهدت زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة بين الجانبين لتعزيز العلاقات.
في 26 غشت 2021، قام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بزيارة إلى قطر، أكدت خلالها الإمارات أنها تمد أيادي السلام والتسامح، حرصا على تعزيز العلاقات الأخوية، وتحقيق التضامن الخليجي، ونزع فتيل أية توترات بالمنطقة، والرغبة في التفرغ لمعركة البناء والتنمية، مع تعزيز التعاون والتكامل انطلاقا “من واقع أن المصير واحد والنجاح مشترك”، وأن التعاون والتكامل كفيل بتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي والمنطقة بأسرها، وقد استقبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني.
وبحث الجانبان، آنذاك، العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع الاستثمارية الحيوية التي تخدم عملية البناء والتنمية والتقدم وتحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وعقب اللقاء بيومين، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على هامش “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”، في العاصمة العراقية بغداد في 28 غشت 2021، وبحث الجانبان تعزيز العلاقات الثنائية التي تخدم عملية البناء والتنمية والتقدم، وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
هذه الرسائل الإماراتية الصادقة، بادلتها قطر، برسائل مماثلة، الأمر الذي يمثل حرص قيادتي البلدين على العلاقات بينهما، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حينما كان ولي عهد أبوظبي في 6 أكتوبر 2021، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر، وجرى خلال اللقاء الذي عقد في قصر الشاطئ بحث العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين.
وبعدها بأسبوعين، التقى الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، في الدوحة في 19 أكتوبر2021، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة.
وفي 13 شتنبر 2021، شاركت الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي في الاجتماع التنسيقي الأول للمجالس والبرلمانات المعنية بمكافحة الإرهاب الذي نظمه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 13 إلى 15 دجنبر 2021.
هذه اللقاءات والمباحثات تؤكد إصرار وحرص قيادة البلدين الشقيقين على تطوير وتعزيز هذه العلاقات في المجالات كافة بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين الإماراتي والقطري
وتعد العلاقات بين البلدين متجذرة منذ القدم حيث تربط شعبيهما علاقات القرابة والأخوة والجيرة والثقافة والعادات والتاريخ المشترك وهي تزداد رسوخا يوما بعد يوم، حيث حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ نشأة الاتحاد على توطيد أواصر الأخوة والمحبة مع دولة وشعب قطر إلى أقصى حد ممكن وكذا فعلت من بعده القيادة الرشيدة وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، طيب الله ثراه.
وقد تمت مأسسة العلاقات بين الامارات وقطر، حرصا على تطويرها بشكل مستدام عبر عدة لجان من بينها اللجنة العليا الإماراتية القطرية، حيث يمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فيما ينعكس تعظيم التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات على رخاء وازدهار الشعبين الشقيقين، ويدفع قدما عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك.
وبرهنت الامارات العربية المتحدة، على مر السنين، على كونها نموذجاً ناجحاً للتعددية الثقافية والوئام الاجتماعي، كما قدمت نموذجاً عالمياً للمجتمع الشامل المطبق للمبادئ التوجيهية للتسامح والعدالة، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، داعم كبير وسند للتسامح والانفتاح وحفظ الحقوق وصون الكرامة الإنسانية والعدالة والأخوة الإنسانية، وهذا الدعم تجسد واقعاً على مدار السنوات الطويلة الماضية، حيث يعتبر سموه من رواد مدرسة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، تلك المدرسة التي أسست مبادئ التسامح وحب الخير للآخرين وقبول الآخر والتعايش واحترام الاختلاف، والتنوع الثقافي، والفكري، والحضاري.