بعد مرور 50 عاما على استقبال أول سائح…جزر المالديف تحافظ على جاذبيتها السياحية العالمية

الدار/ خاص
توصف ب”جزر الأحلام” أو “جنة فوق الأرض”، انها جزر المالديف التي يرتبط اسمها بالشواطئ الذهبية التي ينتشر بها النخيل، والبحيرات ذات اللون الفيروزي الساحر، والشعاب المرجانية بألوانها الرائعة.
تقع هذه الدولة الجزيرة في المحيط الهندي، وتعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي يمني كل فرد النفس بزيارتها، طقسها صيفي دافئ، ومناظرها تسر الناظرين.
على مدى 50 عاما، شهدت جزر المالديف، تغييرات كبيرة، و انتقلت من الأكواخ البسيطة، و جدرانها المصنوعة من المرجان وأسقفها من سعف النخيل، الى جزر ذات جاذبية عالمية تجذب آلاف السياح عبر العالم.
لم تكن جزر المالديف تتوفر على حمامات سباحة، ومنتجعات صحية، ومراكز للياقة البدنية، ولا حتى مطاعم مناسبة، بل كانت هناك حفلات شواء تقام على الشاطئ، بدلا من ذلك، إلى جانب إشعال النار تحت أشجار النخيل، والاستمتاع بعالم مذهل تحت الماء. وقد كان ذلك كافيا بالنسبة لأول سائحين قام الإيطالي جورج كوربين، بجلبهم إلى جزر المالديف سنة 1972.
الصدفة كانت وراء اكتشاف جزر المالديف، فعندما كان مالك وكالة تنظيم رحلات السفر يبحث عن وجهات جديدة للسفر بغرض ممارسة السباحة والغطس في سريلانكا في أوائل سبعينيات القرن الماضي، مر على جزر المالديف عن طريق الصدفة تقريبا. وهناك التقى بمحمد عمر مانيكو، وهو موظف حكومي مبدع، كانت لديه روح رائدة شأنه شأن كوربين، حيث قاما سويا ببناء 30 وحدة إقامة في جزيرة “فيهامانافوشي” الغنية بمزارع جوز الهند، والواقعة قبالة مطار ماليه.
بعد افتتاح قرية “كورومبا” الخاصة بهما في عام 1972، وضعا حجر الأساس للسياحة في جزر المالديف. واليوم، صار مانيكو، رئيسا لشركة “يونيفرسال ريزورتس”، التي تقوم بإدارة قرية “كورومبا”، وغيرها من المنتجعات الأخرى في جزر المالديف.
عندما تم افتتاح أولى المنتجعات الفاخرة في تسعينيات القرن الماضي، بدأ الأثرياء أخيرا يلحظون الدولة بجزرها الصغيرة البالغ عددها 1190 جزيرة. وقد تم إقامة المزيد والمزيد من المنتجعات السياحية الجديدة. وتم نقل الزائرين إلى المكان في أول مرة بواسطة المروحيات، قبل أن يتم استبدالها بالطائرات المائية. ويعتبر منتجع “أميلا” واحدا من بين تلك المنتجعات.
وفي خليج هانيفارو، الذي يقع على بعد دقائق قليلة بواسطة القارب، تسبح المئات من أسماك “شيطان البحر”، خلال الفترة من شهر ماي وحتى شهر أكتوبر. وكانت محمية المحيط الحيوي التابعة لمنظمة اليونسكو “با أتول”، موطنا لأكبر عدد من تلك الأسماك في العالم. ويُسمح للسياح بانتظام بالغوص في الخليج الذي يقوم حراس البيئة بمراقبته.
وعلى الرغم من تأثير ارتفاع درجة حرارة البحر وتبييض لون الشعاب المرجانية، على الشعاب المرجانية في المكان، مازالت جزر المالديف تعد وجهة عالمية للغوص.
وكان قد تم في الماضي، تدمير الشعاب المرجانية لإفساح المجال أمام إقامة المنتجعات السياحية، إلا أن هناك حاليا لوائح حكومية صارمة ضد ذلك. ولا يعد ذلك كافيا بالنسبة للمنتقدين، ولاسيما أن الاتجاه نحو إقامة منتجعات أكبر حجما، مازال مستمرا بلا هوادة. وتلتزم الكثير من المنتجعات السياحية بحماية البيئة، إلى جانب الالتزام بأمور أخرى مثل مشاريع المرجان والسلاحف وأسماك “شيطان البحر”.