زكرياء أبو خلال…تجربة ملهمة لشاب متشبع بقيم “تمغربيت”
الدار ـ خاص
نال إعجاب المغاربة جميعا على اختلاف مشاربهم، لتشبثه بدينه وبقيمة المغربية الأصيلة، لم تنل منه مغريات أوروبا شيئا، فكأي مسلم ملتزم بتعاليم دينه الحنيف أينما حل وارتحل، حريص على ممارسة شعائره الدينية وممارسة مهنته الرياضية كلاعب دولي متألق، إنه زكرياء أبو خلال، الذي أصبح نموذجا ناجحا لشاب خلوق سحر آلاف المغاربة والأجانب الذين دافعوا عنه بوسائل التواصل الاجتماعي بعدما اتهمه موقع الكتروني مغربي بتهم لا توجد إلا في مخيلة كاتبها.
رأى زكرياء النور بمدينة روتردام بهولندا يوم 18 فبراير من سنة 2000، لتعود أسرته الصغيرة إلى مدينة الدار البيضاء، وبعدها إلى هولندا، فوالدته مغربية ووالده ليبي، ويلعب حاليا مهاجما لنادي تولوز الفرنسي، حيث أثنى عليه مدربه وأعضاء الفريق على انضباطه وسرعة اندماجه، كما يلعب ضمن تشكيلة المنتخب المغربي، بعدما تم استدعاؤه لحمل القميص الوطني خلال نونبر 2020.
رضع أبوخلال، من أمه حب الوطن والتشبث بالقيم المغربية الأصيلة، ومنها الانخراط في أعمال خيرية وإحسانية والتبرع للمجتمع المدني، إذ تكفل بطفل بالمغرب عبر تلبية جميع متطلباته بعد رفض السلطات الهولندية إدخاله بمبرر أنه غير متزوج، كما تبرع بملعب لكرة القدم المصغر لفائدة الأطفال SOS اليتامى بدار بوعزة، وقال خلال تدشينه لهذا الملعب في شهر شتنبر الماضي “عندما كنت طفلاً، رأيت والدي ناشطًا في دور الأيتام، ودور المسنين، ومراكز المشردين، لقد علمني والدي وأفراد العائلة معنى المشاركة والرحمة وحب بلدي وكيف أخدمه بتواضع”.
وفي تدوينه له على حسابه الرسمي بالفايسبوك قال هذا اللاعب “بسمة طفل أوطفلة خير لي من الدنيا وما فيها…الحمد لله والشكر لله أولا، ثم أشكر من ساهم وأعان على تحقيق ما فعلناه وعلى رأسهم أبي وأمي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
حقق حلم طفولته باللعب لصالح وطنه من جهة الأم، ففي كل لقاءاته الإعلامية يؤكد أن اختياره اللعب لصالح المغرب لم يكن صعبا لكونه منذ أن كان طفلا كان يقول لوالديه “عندما أكبر وأصبح لاعب كرة القدم سألعب لفائدة المنتخب المغربي”، لذلك مجرد ما تمت دعوته للانضمام للمنتخب المغربي لم يتردد في الموافقة منذ الوهلة الأولى.
له علاقة خاصة ووطيدة مع أمه التي يحب حتى اختياراتها، ففي إحدى مقابلاته التلفزيونية لما سأل عن ماذا يفضل بالنسبة للأندية المغربية كان جوابه واضحا ” الرجاء لأن أمي رجاوية”.
الشعور بالانتماء وبالوطنية شيء مختلف تماما عند هذا اللاعب الشاب، الذي قال في مقابلة له مع قناة “ميدي 1 تي في” “إن أول هدف سجلته لصالح المغرب شعرت بإحساس لم يسبق أن أحسسته من قبل في أي هدف أخر “، في إشارة منه لأول هدف سجله على جمهورية أفريقيا الوسطى في 13 نوفمبر 2020، وكان ذلك عند أول دخول له للملعب خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021.
من خصال زكرياء أنه لا يتدخل في شؤون الآخرين ولا التعليق على اختياراتهم، فعندما وجهة له سؤال من قبل صحفي بالقناة الثانية، حول رأيه بخصوص غضب الجمهور من المدرب السابق للمنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش لعدم استدعائه بعض اللاعبين المغاربة، اكتفى بالقول “أحترم اختيارات كل مدرب عندما تتم المناداة علي من أجل اللعب ضمن المنتخب المغربي آتي للعب بقلبي، وأعود للنادي “، وذلك في إشارة منه إلى أنه لا يتدخل في شؤون الآخرين.
هذا الشاب نموذج يحتدى به في حب دينه ووطنه وملكه، فبعد الاسقبال الملكي للمنتخب الوطني بعد الإنجاز التاريخي الذي حققوه بمونديال قطر، حيث تم توشيح اعضائه بأوسمة ملكية، وضع أبو خلال صورة له رفقة جلالة الملك محمد السادس وهو يوشحه وكتب تعليقا جاء فيه “
“لا شك أن هذه اللحظات من أشرف وأمجد وأسعد اللحظات التي عشتها في حياتي، أسأل الله أن يبارك في عمر ملكنا العزيز وأشكره والمواطنين على كل ما قدموه لنا. الله .الوطن. الملك”.