الإمارات ريادة إنسانية استثنائية… مواقف تجسد حماية الطفل والشعب الفلسطيني

الدار بلوس/ خاص
تحرص دولة الإمارات بشكل حثيث على تكثيف جهودها لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سواء على الجانب الدبلوماسي أو الإنساني، كما قبل الحرب أو أثناء اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي هذا السياق، قرر سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مساء الأربعاء، لاستقبال ألف طفل فلسطيني في مستشفيات بلاده، من أجل تقديم كامل أنواع الرعاية الصحية والطبية العلاجية لهم، وذلك باصطحاب عائلاتهم معهم إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
نظراً لما تجسده حقوق الطفل في الإمارات، من أولوية وأهمية كبيرة، عبر حماية حقه في البقاء والنماء وتوفير كل الفرص اللازمة لحماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال.
وجاء القرار السامي، خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش.
كما بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وميريانا سبولياريتش خلال الاتصال، ضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والطبية للمدنيين إلى قطاع غزة، بشكل مكثفّ وبدون انقطاع، نظراً للأوضاع المتأزمة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، من انقطاع في الوقود والمياه النظيفة والمواد الحيوية اليومية، وهو ما يسهم في التخفيف عن معاناتهم الإنسانية التي يعانون منها جرّاء القصف المستمر من الدولة العبرية.
وتجسّد هذه المبادرة الكريمة من رئيس الدولة، مبادئ الإنسانية اللامشروطة من سموّه تجاه البلدان الأشقاء، تعبيراً صادقاً من شعب الإمارات عن نهجه للخير والتعاون والتضامن الإنساني، وتأكيد الثوابت الإماراتية في جهود الأعمال الخيرية والتطوعية في كل بقاع العالم، تحت شعارها الدائم “الإنسان أولاً”.
في السياق ذاته، لم تتوقف دولة الإمارات عن دعم سكان فلسطين إنسانياً، ودعم القضية الفلسطينية دبلوماسياً، ففي الجانب الإنساني، لم تبخل الإمارات في تكليف سواعدها من عيال زايد للقيام بإرسال مساعدات فورية وعاجلة لإغاثة الشعب الفلسطيني منذ بداية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر.
إذ أعلنت دولة الإمارات، تقديم مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 74 مليون درهم بأمر من الشيخ محمد بن زايد، إضافة إلى 50 مليون درهم مقدمة من مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ثم 30 مليون درهماً من قرينة حاكم الشارقة.
علاوةً على ذلك، تم إطلاق مبادرة “تراحم من أجل غزة” والتي شهدت تجميع 800 طن من المساعدات الغذائية وإمدادات طبية خلال أقل من أسبوعين من إطلاقها، بمشاركة أكثر من 10.100 متطوع ومتطوعة، بمختلف فئات المجتمع، من الأطفال والشيوخ والنساء وكبار المسؤولين والمشاهير والمواطنين والمقيمين، حيث قاموا بتجهيز أكثر من 38 ألف سلة إغاثية.
ناهيك عن الطائرات الإغاثية التي حملت مساعدات طبية عاجلة لضحايا القصف الإسرائيلي، بمختلف مناطق غزة، حيث تضمنت شحنات من مخزون برنامج الأغذية العالمي واليونيسف.
ولم تكن هذه المبادرات وليدة لحظة الحرب، بل سبقتها مبادرات عديدة قبل الحرب، تبيّن عن أصالة مواقف دولة الإمارات الثابتة تجاه فلسطين.
حيث اعتادت دولة الإمارات على تقديم يد العون للفلسطينيين، فقبل اندلاع الحرب، قامت دولة الإمارات شهر يوليوز الماضي، بتوجيه مبلغ 15 مليون دولار لإعادة تأهيل المناطق المتضررة بجنين، تليها 7.3 مليون دولار كدعم مباشر لبلدية الخليل الفلسطينية.
ولدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية، ساهمت دولة الإمارات بمبلغ 3 مليون دولار، ثم 10 مليون دولار خلال شهر نونبر من العام الماضي، بإرسال أكبر قافلة طبية لدولة فلسطين وشعبها الأبيّ، كما لم تبخل دولة الإمارات في تقديمها للمساعدة والدعم المنقطع النظير خلال جائحة كورونا، عبر إرسالها شحنات عدة من اللقاح الروسي “سبوتنيك-في” للفلسطينيين، لوقايتهم من كوفيد-19 آنذاك عام 2021. هذا من الجانب الإنساني.
فيما يخص الجانب الدبلوماسي، تسعى الإمارات في كل المحافل الدولية بمواصلتها في المباحثات السياسية على مدار الساعة وعبر حراك مستمر في مجلس الأمن الدولي لأجل الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين في غزة، كما تكلمت مراراً في بيانات أو في مداخلات عدة بالسماح لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل عاجل ومستدام، بما يستجيب لمتطلبات الشعب الفلسطيني، إلى جانب تعبيرها الصريح بالرفض على التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
على ذلك، تأتي هذه المجهودات الجبارة من دولة الإمارات في إطار التزامها بالدعم المستمر للشعب الفلسطيني، وتعزيز كافة الجهود الإنسانية والطبية واللوجستية والدبلوماسية والسياسية، مواقف تمثّل صورة البلد الكريم والمتضامن والداعم لقضايا الشعوب العربية والوقوف بأخوية مع أشقائه العرب، سيراً على درب المؤسس في دعم القضية الفلسطينية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تعيد لذاكرة الفلسطينيين جهوده اللامشروطة قولاً وفعلاً، على مدى سنوات عديدة نصرة لفلسطين بلداُ وشعباً.