أخبار الدار بلوس

نقاش هادئ مع عزيز غالي

الدار بليس/
عادة ما يتظلم عزيز غالي من “التشهير”، ويعتبر نفسه ضحية مزعومة لحملات ممنهجة تباشرها منابر إعلامية يقول أنها تمارس “صحافة التشهير”!

ولطالما شجب واستهجن الرفيق عزيز غالي “الإقصاء” وندد بما اعتبره “مصادرة حرية التعبير والحق في إبداء الرأي والاختلاف”.

لكن يبدو أن عزيز غالي يجهل مدلولات التشهير ومفهومه اللغوي والاصطلاحي والقانوني، كما أنه لا يستوعب جيدا حدود حرية الرأي والتعبير!

فمن يشتكي من التشهير ويدعي أنه يئن تحت وطأته، عليه أن لا يمارسه في حق الآخرين.

لكن عزيز غالي طلع ( بالعامية) “أكبر مشهر وتشهيري”! فعند أول اختلاف مع رفيق سابق في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بسبب مناصرة فريق جنوب إفريقيا على المنتخب المغربي، انبرى عزيز غالي يشهر بغريمه ويعرضه لمدفعية التشهير!

فبدلا من مناقشة الرفيق في وجهة نظره المختلفة، أستل عزيز غالي سيف التشهير من غمد البروباغندا، وشرع في قذف الرجل والإمعان في التشهير به.

هل تعلمون ما قام به عزيز غالي في حق الرجل؟ لقد رمى عليه الباطل، وزايد عليه في نضاله، ومسح تاريخه بتدوينة واحدة، وأدرجه في خانة مناضلي les pauses café !

فعزيز غالي ينعت معارضيه بأنهم مناضلو “استراحات الشاي”، مجرّحا في ذمتهم، ومسدلاً عليهم وصف “عياشة الماكلة وعبيد السفريات المؤدى عنها”!

أليست هذه التعابير الجارحة تدخل في خانة التشهير؟ أليست المزايدة على الرفاق في منسوب النضال هي ضرب من ضروب التشهير المدفوع بنرجسية “أنا وحدي نضوي البلاد”؟

أليس النبش في ماضي الرفاق ونشره مشفوعا بالقذف يعتبر بمثابة تشهير في اللغة والاصطلاح والحقوق؟

أكثر من ذلك، برهن عزيز غالي عن إلمام كبير وتملك دقيق لمفهوم حرية التعبير والحق في الاختلاف ونبذ الإقصاء!

فالرجل عند أول استحقاق ديموقراطي في موقع فايسبوك، قام بحظر كل الحسابات التي تنشر تعليقات مناقضة أو رافضة لوجهة نظره.

فكيف لشخص يدعي أنه حقوقي، ويرأس جمعية حقوقية، أن يمارس هو نفسه الإقصاء وتكميم الأفواه في حق رفاقه في الحزب والجمعية الحقوقية؟

وكيف لعزيز غالي أن يتهم السلطة بتكميم الأفواه وهو شخصيا يكمم أفواه رفاقه ويلجم ألسنتهم عن انتقاده؟

فالحمد لله، أن عزيز غالي لم يتسلم منصبا حكوميا، ولا سلطة تنفيذية، ولم يتول تدبير مؤسسة أمنية في المغرب . لأنه لو تسنى له الوصول للسلطة، لما اكتفى بتكميم الأفواه كما يفعل الآن بدون سلطة، وإنما كان سيبادر حتما باستئصال الألسن والأرحام.

فالسلطة لا تغير الناس وإنما تكشف حقيقتهم فقط. ولحسن الحظ أن عزيز غالي انفضح على رؤوس الأشهاد، وفضح سلطويته، حتى بدون الوصول إلى ميكروفيزياء السلطة التي يمثلها المقدم والشيخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى