معرض في باكو يتيح للجمهور الأذربيجاني إطلالة على التراث المعماري المغربي

نظمت سفارة المغرب في أذربيجان معرضا للتراث المعماري المغربي الغني ، في موقع مميز بالعاصمة باكو، ليكون نافذة يطل من خلالها الجمهور المحلي المولع بالثقافة والتنوع، على هذا الجانب المهم من ثقاقة وتراث المغاربة العريقين.
ويتيح المعرض الذي يقام على مدى أسبوع بين المباني الحديثة ل “أسان خدميت”، مقر وكالة الدولة للخدمات العمومية والتجديد الاجتماعي التابعة لرئاسة الجمهورية ، لمرتفقي هذا “الشباك الوحيد” للإدارة الأذارية ، فرصة للغوض في تاريخ المعمار المغربي وثرائه.
وجرى افتتاح المعرض مساء أمس الخميس، بحضور نائب رئيس الوكالة الأذارية ، السيد جيهون سلمانوف، وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدة شخصيات من عالم السياسة والثقافة والإعلام.
كما تميز حفل الافتتاح بحضور أعضاء الوفد المغربي المشارك في المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات، الذي نظم من فاتح إلى 3 ماي في باكو، ومنهم السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ،اليونسكو، سمير الدهر.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز سفير المغرب في أذربيجان، السيد عادل امبارش، غنى وتفرد تاريخ وثقافة وتراث المغرب، والذي يمثل الم عمار أحد تجلياته، واعتبر أن هذا المعرض، وهو الأول من نوعه الذي ينظم داخل هذه المؤسسة، سيتيح فرصة للزوار الثلاثة آلاف الذين يقصدون هذا المرفق يوميا ،التعرف على جانب من التراث المغربي .
وأشار إلى أن المعرض يمثل نافذة على ماضي المغرب وحاضره وتطلعاته المستقبلية ، كما يعكس روحه ومزجه المركب بين التقاليد والابتكار والجمال العابر للأزمنة.
من جانبه، أشاد السيد سلمانوف بغنى التراث المغربي الذي يحظى بتقدير كبير في أذربيجان، معربا عن ارتياحه للتعاون الجيد القائم بين الوكالة الأذارية والمغرب في مجال الخدمات العمومية.
على صعيد آخر، رحب السيد الدهر بتنظيم هذا المعرض الذي يهدف إلى إطلاع جمهور بعيد جغرافيا، على التراث المادي وغير المادي للمغرب، “وهو موضوع أصبح اليوم، للأسف، موضوع جدل وتسييس كبير “.
وأكد في تصريح للصحافة بالمناسبة على أنه من المهم للدبلوماسية المغربية مواكبة الجهود المبذولة من طرف وزارتي الثقافة والشؤون الخارجية لتعريف الأذربيجانيين بجمال وعراقة التراث المغربي الغني والمتنوع، والذي يحاول البعض اليوم “الاستيلاء عليه”.
ويضم المعرض 90 صورة فتوغرافية اختيرت بعناية موزعة على ستة أقسام ، أولها يتعلق بالعصور القديمة، أي قبل حوالي 28 قرنا، أي الفترة التي و ض عت فيها أسس تاريخ فن المعمار المغربي كما يتجسد ذلك في مدن ليكسوس وو ليلي وتامودا.
ويتناول القسم الثاني السلالات المتعاقبة على حكم المغرب، من الأدارسة الذين أسسوا المغرب كدولة-أمة سنة 788 ميلادية إلى عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ولم يقتصر تأثير السلالات الحاكمة على بصم الهوية المعمارية للمغرب فحسب، بل ترك كل منها إرثا دائما في شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا، مما يؤكد المكانة المركزية التي يحتلها فن المعمار المغربي في السردية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
كما يخصص المعرض شقا لـ”القصبات” و”القصور” التاريخية على طول الطرق التجارية ومرتفعات الأطلس، حيث تم تسجيل العديد من هذه المواقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي مواقع تظهر بشكل متواتر في الأعمال السينمائية الضخمة، مثل قصر آيت بن حدو، الذي كان مسرحا لما لا يقل عن 80 عملا سينمائيا وتلفزيونيا عالميا.
ويقدم المعرض كذلك نظرة عن المدن والأزقة في المدن التاريخية المغربية وحواضر أخرى شهيرة ، كشواهد حية على غنى وتنوع تاريخ المغرب ، حيث لكل مدينة عبقها الخاص .
أما القسم الخامس فيأخذ الزائر في رحلة استكشافية لمعمار العصر الحديث، الذي تمثل مبانيه تعايش ا متناغما بين الابتكار والحداثة والتكنولوجيا والتصاميم والمواد التي تميز التراث الوطني مثل “الزليج” و”تادلاكت” وغيرها.
أما القسم الأخير، فهو عبارة عن إطلالة على “الرياضات” في المدن العتيقة، الفضاءات التي تجسد تميز المعمار المغربي، بفضل إبداعات وابتكارات الحرفيين المغاربة.
ويجسد هذا المعرض، الذي ستعقبه مبادرات أخرى مماثلة في مواقع أخرى ل”أسان خيدمت” في مدن أخرى ،الحرص الدؤوب للمملكة المغربية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على النهوض بالثقافة والتبادل الثقافي وعلى توطيد أواصر الصداقة مع جمهورية أذربيجان.
المصدر : الدار – و م ع