مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. مائدة مستديرة تسلط الضوء على علاقة الفلسفة بالمعرفة الروحية
ناقشت مائدة مستديرة نظمت الإثنين ضمن فقرات الدورة الـ 15 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية، العلاقة التي تربط الفلسفة بالمعرفية الروحية عند علماء المسلمين وبالأخص الإمام الغزالي وابن عربي ومحمد إقبال.
وتوقف باحثون ومتخصصون في مجال التصوف عند العلاقة التي تجمع بين الإيمان والعقل والتي لازمت المجال العلمي منذ قرون طويلة لكنها أخذت مناحي أخرى خاصة في العالم الإسلامي مع الغزالي وابن رشد وابن عربي، وفي آخر المطاف مع محمد إقبال.
وتناول اللقاء، بالخصوص، “إشكالات طرحها وتناولها عدد من المفكرين والفقهاء بالعالم الإسلامي في مقدمتهم أبو حامد الغزالي في القرن الثاني عشر ميلادي، وخاصة في مؤلفاته: “المنقذ من الضلال” و”إحياء علوم الدين” و”تهافت الفلاسفة”. وقال الباحث في مجال الأنتروبولوجيا ورئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية فوزي الصقلي، إن هذه الإشكالية المرتبطة بالجانب الروحي والعقلي كانت تأخذ مفاهيم مختلفة عبر العصور، حيث أنه في عصر الفقيه الغزالي كان هناك نمو حضاري كبير، و”بعدما لاحظ وجود نوع من الابتعاد عن الجانب الروحي حاول الغزالي لفت الاهتمام وتسليط الضوء على هذا المنحى والبعد بشكل خاص”. وأوضح فوزي الصقلي، أن المتصوف والمفكر ابن رشد لم يتفق مع الغزالي في موقفه تجاه الفلسفة معتقدا أن الجانب العقلي يمكنه أن يذهب إلى أبعد حد في تحديد الحقيقة والمفاهيم التي تتعلق بالموضوعية الحقيقية. من جهة أخرى، أشار السيد الصقلي إلى أنه “في النهاية تم اللقاء بين ابن رشد وابن عربي، وبالتالي التوجه نحو نوع من العقل المتفتح الذي يدرك المحدودية التي يمكن أن يكون فيها الإطار الخاص والمتفتح، المتمثل في الجانب الروحي”. ويندرج هذا اللقاء ضمن سلسلة الموائد المستديرة المبرمجة ضمن فعاليات مهرجان فاس للثقافة الصوفية، التي تروم فتح نقاش علمي وفكري رصين حول العلاقة ما بين العلم والأديان في الوقت الراهن، بمشاركة كبار المتخصصين في الحوار بين العقل والإيمان.