للمرة الثانية…إسرائيل تشارك في مناورات ” الأسد الإفريقي” يونيو المقبل

الدار-المحجوب داسع
من المنتظر أن تشارك إسرائيل في مناورات “الأسد الإفريقي” لعام 2023؛ التي يحتضنها المغرب، شهر يونيو المقبل.
وتراهن إسرائيل على هذه المشاركة من أجل تعزيز حضورها الإقليمي في المنطقة، خاصة بعد إعادة استئناف علاقاتها و اتصالاتها الدبلوماسية مع المغرب؛ وما رافقه من تعاون في مجالات شتى ضمنها المجال العسكري.
وزار المغرب عدد من سامي المسؤولين العسكريين الإسرائيلين؛ من بينهم أفيف كوخافي، قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الذي انتهت زيارته شهر يوليوز 2022، بتحقيق عدة مكتسبات في إطار تعزيز العلاقات الثنائية في المجال العسكري بين المغرب وإسرائيل.
وكانت زيارة المسؤول العسكري الى المغرب، فرصة للوقوف على سبل تعزيز العلاقات المغربية الإسرائيلية في المجال العسكري، كما زار أفيف كوخافي، اللواء الثاني للمشاة المظليين، والقاعدة الجوية السادسة للقوات الملكية الجوية ببنگرير.
وتستمد العلاقات المغربية–الإسرائيلية قوتها من خلال تبادل التجارب والخبرات والمشاركة في تدريبات مشتركة، وخاصة المشاركة الأخيرة للجيش الإسرائيلي في التدريب العسكري المتعدد الأطراف +الأسد الإفريقي 2022، المنظم من قبل المغرب والولايات المتحدة.
ويرتبط المغرب و إسرائيل بمذكرة دفاع، وقعت يوم الأربعاء 24 نونبر 2021، في أول خطوة في مسار تنزيل الشراكة الإستراتيجية بينهما، وقع على أحرفها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، و نظيره عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، وهو ما فتح الطريق أمام مبيعات عسكرية محتملة وتعاون بعد أن رفعت الدولتان مستوى العلاقات الدبلوماسية العام الماضي.
وتضع هذه المذكرة خططًا لإنشاء لجنة مشتركة من أجل تعميق التعاون عبر مجالات، مثل تبادل المعلومات الاستخبارية والبحوث والتدريب العسكري المشترك، ورغم أن هذا الاتفاق الموقع لا ينص على صفقات محددة، الا أنه يسمح لشركات الدفاع الإسرائيلية بالتعامل مع المغرب.
من جهة أخرى، اتفقا الجانبان المغربي و الإسرائيلي في ختام الاجتماع الأول للجنة تتبع التعاون المغربي الإسرائيلي في مجال الدفاع، المنعقد بالرباط، يومي 16و 17 يناير الجاري، على تعزيز العمل و هذا التعاون أكثر وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى، خاصة الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، علما أن إسرائيل شاركت في النسخة الماضية من مناورات الأسد الإفريقي، للمرة الأولى.
وما يعزز التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل هو كون المغرب دخل في توجهات استراتيجية كبيرة من خلال صناعة عسكرية حديثة، وإسرائيل دولة متفوقة في الأنظمة العسكرية من الجيل الرابع والخامس، والأسلحة المرتبطة بما يسمى بـ”الذكاء الاصطناعي”، وهي كلها معطيات تخدم توجه تعزيز هذه الشراكة الإستراتيجية في المجال العسكري والأمني، وتطوير التعاون والتدريب المشترك، وتنويع المشتريات العسكرية بين البلدين.