الأمن السيبراني خط الدفاع الأول يمكن الإمارات من الريادة العالمية
الدار/
استطاعت الإمارات العربية المتحدة، ان تحقق العديد من الإنجازات العالمية في مجال الأمن السيبراني وباتت مركزاً دولياً للإبداع والابتكار في خلق أدوات جديدة وتقنيات متطورة قادرة على مواجهة الهجمات السيبرانية الحالية والمستقبلية على مستوى العالم ، حيث نجح مجلس الأمن السيبراني من خلال مبادرة “النبض السيبراني” في تسجيل إنجاز آخر للإمارات والذي سيكون بمثابة حائط منيع للدفاع التكنولوجي الذي يحمي المواطنين من أي تهديدات إلكترونية.
* الإمارات رائد عالمي في الأمن السيبراني:
استطاعت الإمارات العربية المتحدة أن تتفوق عالمياً في مجال الأمن السيبراني ، حيث احتلت المركز الخامس عالمياً على «مؤشر الأمن السيبراني 2021»، الصادر أمس عن الاتحاد الدولي للاتصالات، التابع للأمم المتحدة. وبلغ الرصيد الإجمالي للدولة على المؤشر العام 98.06، من أصل 100 درجة .
لتسجل الدولة قفزة هائلة في تصنيفها على إصدار 2020 من المؤشر، بالمقارنة مع إصدار 2019، التي نالت فيه المركز الـ33.
هذا التفوق لم يأتي من فراغ ، وإنما هو نتيجة حتمية للعمل المتواصل للدولة عبر سنوات ، اكتسبت من خلالها الخبرة والتجربة وأصبحت اليوم رائدة عالمياً.
وفي هذا المجال ، أكد الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، في لقاء سابق، أن تعزيز الأمن السيبراني على المستوى الوطني، وحماية مكتسبات الدولة في القطاعات الرقمية والذكية مسؤولية جميع أفراد المجتمع الذين يشكّلون خط الدفاع الأول، ومن ثم يأتي دور الجهات الحكومية والمؤسسات.
وأوضح الكويتي أن دولة الإمارات استثمرت، منذ تأسيسها قبل 50 عاماً في تطوير بنية تحتية متقدمة، وبناء مؤسسات على أسس مبتكرة، وبناء القدرات والكفاءات الوطنية، واستقطاب المواهب والمهارات العالمية، التي أسهمت في تعزيز تنافسيها وجعلها واحدة من أفضل دول العالم.
وأكد الكويتي أن دولة الإمارات وضعت خططاً واستراتيجيات طموحة للخمسين عاماً المقبلة، تشكّل مساراً متكاملاً لتعزيز تنافسيتها وحمايتها، بإطلاق “نحن الإمارات 2031” التي تمثّل برنامجاً تنموياً متكاملاً للسنوات العشر المقبلة، حيث يركز محور المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً على رفع مكانة الدولة ضمن أفضل 3 دول عالمياً في مؤشر جاهزية الأمن السيبراني.
وقال إن دولة الإمارات نجحت خلال عامين فقط في تعزيز تنافسيتها العالمية، من خلال رفع مستويات الحماية السيبرانية وتكثيف الجهود في سبيل تحقيق الأمن في الفضاء الرقمي على مختلف المستويات، إذ حققت سنة 2021 المركز الخامس عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني.
كما تطرّق إلى عدد من المبادرات التي عملت عليها حكومة دولة الإمارات والتي هدفت إلى تعزيز الأمن السيبراني الشامل للأنظمة الرقمية الحكومية، بما يتضمن وضع إطار حوكمة الأمن السيبراني الوطني، الذي يعتمد عدة محاور لحماية البنى التحتية، والتقنيات المتقدمة، والعمليات السيبرانية، إضافة إلى الاعتماد السيبراني، والذي يتضمن 122 من الضوابط التقنية، و66 من الضوابط الإدارية، ضمن معايير وإرشادات مختلفة.
* مبادرة “النبض السيبراني Cyber Pulse” للاستمرار في الريادة العالمية:
في إطار التحول الرقمي المتزايد في دولة الإمارات، أفرادًا ومؤسسات، وما واكبه من تنامي التهديدات الإلكترونية، تبنَّى مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، برئاسة الدكتور محمد الكويتي، مبادرة “النبض السيبراني Cyber Pulse”، التي تأتي لمراكمة الجهود التي باشرتها الإمارات في مجال السلامة السيبرانية.
وتهدف المبادرة إلى ضمان تحولٍ رقمي آمن، يمكّن جميع الأفراد والقطاعات في الدولة من استخدام منجزات التكنولوجيا الرقمية في بيئةٍ أقل تهديدًا، ويسهم في تحقيق أهداف الدولة في التنمية المستدامة.
وتعتبر هذه المبادرة مبتكرة، يسعى أصحابها إلى تحويل قضية الأمن السيبراني إلى همٍّ مجتمعي مشترك ودائم، يتتابع الإحساس به ويتجدد الشعور بأهميته مع كل نبضٍ يصدر عن أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، نساءً ورجالاً، شيبة وكهولًا وشبابًا وناشئةٍ.
وقد عبر الدكتور “الكويتي”، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، عن معنى “الولاء الوطني السيبراني”، في إحدى الفعاليات الثقافية التي شارك فيها.. فهذا المصطلح يُقصد به أن يعكس التحول الرقمي وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مجموعة من القيم والعادات والتقاليد الوطنية، ترسخ الولاء للوطن وقيادته السياسية.
وتتضمن المبادرة ورش عمل وبرامج تدريب على حوادث أمن المعلومات، وكيفية التعامل مع مراكز إدارة أمن المعلومات، ومحاكاة الهجمات الإلكترونية، موجهة لقطاعات الدولة جميعها وشرائح المجتمع كلها، ولا سيما السيدات والطلاب في مراحل التعليم العام والجامعي المختلفة.
ويبتغي مجلس الأمن السيبراني إلى إعداد جيل من فرق العمل الإماراتية يمتلك أعلى مستوى من التدريب والتأهيل في مجال أمن المعلومات.
وقد تم إطلاق أولى مراحل المبادرة في يونيو 2022، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، وحملت اسم “مبادرة النبض السيبراني للمرأة”، حيث تم تنظيم ورشة تدريبية لـ50 منتسبة لتأهيلهن بالخبرات والمعارف المتطورة بمجال الأمن السيبراني.
ثم أعلن مجلس الأمن السيبراني، بالتعاون مع كليات التقنية العليا ومجموعة من الجامعات في الدولة، مبادرة “النبض السيبراني للطلبة”، التي تستهدف تأهيل 3000 طالب وطالبة في المرحلة الجامعية من تخصصات أمن المعلومات أو تقنية المعلومات للقيام بأدوار رئيسية في مجال الأمن السيبراني لمؤسسات الدولة.
* مبادرة النبض السيبراني تنافس بقوة على جائزة القمة العالمية للمعلومات لعام 2023 :
يتطلع مجلس الأمن السيبراني، برئاسة الدكتور محمد الكويتي، الى تحقيق انجاز جديد ينضاف الى سجل الامارات العربية المتحدة الحافل بالمنجزات والجوائز العالمية، خاصة و أن مبادرة “النبض السيبراني” مرشحة بقوة للظفر بجائزة القمة العالمية للمعلومات لعام 2023 .
وجاء ترشيح مبادرة “النبض السيبراني” لهذه الجائزة العالمية، ضمن محور دور السلطات الحكومية العامة وجميع أصحاب المصلحة في النهوض بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية ، حيث دعا مجلس الأمن السيبراني، في هذا الصدد ، الى التصويت لمبادرة “النبض السيبراني”، بهدف دعم المشاريع الوطنية في مسيرتها للمنافسة عالميًا ، وتحفيزها للاستمرار في تنمية مختلف القطاعات رقمياً .
يذكر ان عملية التصويت على مبادرة “النبض السيبراني”، لا تزال متواصلة إلى غاية ال25 من شهر يناير الجاري، ضمن جوائز قمة المعلومات العالمية لعام 2023، والتي سيعلن عن المشاريع الثمانية عشر الفائزة، في ال14 مارس المقبل.