أخبار الدار بلوسأخبار دولية

المغرب والصين.. حوار الحضارات يبني جسور التفاهم والتعايش

المغرب والصين.. حوار الحضارات يبني جسور التفاهم والتعايش

الدار/ خاص

في زمن تتسارع فيه التحولات الجيوسياسية وتتعمق فيه الفجوات الثقافية، يشكل حوار الحضارات بين المغرب والصين نموذجاً رائداً للتقارب الإنساني المبني على الاحترام والتفاهم والتنوع الثقافي. هذا التلاقي الفكري والثقافي، الذي يتعزز عبر شراكات استراتيجية بين البلدين، يعكس رغبة صادقة في تجاوز الخلافات وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح بين الشعوب.

وقد عبّر الرئيس الصيني شي جين بينغ عن هذا التوجه بقوله إن على الدول أن تتبنى رؤية مشتركة تقوم على احترام تنوع الحضارات في العالم، وتغليب منطق الحوار على الصراع، والتعايش على التناحر، مؤكداً أن التقدير المتبادل والتبادل الثقافي يشكلان جسراً أساسياً لتجاوز الحواجز التاريخية والحضارية.

من جهته، يؤمن جلالة الملك محمد السادس بأن الصدام بين الحضارات لا يفرز سوى مزيد من العنف والإقصاء، في حين أن التفاعل الخلاق بينها يُفضي إلى تأسيس روابط عميقة من شأنها أن تعزز السلام والتعاون والابتكار. فالتلاقي الحضاري بالنسبة للمغرب ليس ترفاً ثقافياً، بل ضرورة إنسانية لمواجهة التحديات المشتركة في عالم مضطرب.

وتجسد المدن العتيقة (المدن القديمة) في المغرب هذا التوجه الحضاري، إذ إنها ليست فقط مواقع أثرية تحكي تاريخ البلاد، بل هي فضاءات نابضة بالحياة، تعكس مزيجاً فريداً من الأصالة والانفتاح على الحداثة. فالمغرب يحمي هذه المراكز التاريخية ويُدرجها ضمن نسيجه الحضري المعاصر، مما يجعل زيارة هذه المدن تجربة لا غنى عنها لفهم العمق الثقافي المغربي.

ويُقال إن من لم يزر “المدينة القديمة” في المغرب، فكأنه لم يزر البلاد بعد. فهي مختبر مفتوح لحوار حضاري حي، حيث تتعايش المعمار التقليدي مع إيقاع الحياة المعاصرة، وتلتقي التأثيرات الأندلسية والعربية والأمازيغية مع لمسات الحداثة العالمية، مما يعكس بجلاء فلسفة المغرب في الاحتفاء بالتنوع لا في مقاومته.

إن الحوار الصيني-المغربي في مجال الحضارات ليس مجرد تقارب دبلوماسي، بل هو مشروع إنساني عميق الجذور، يسعى إلى بناء مستقبل عالمي أكثر توازناً وتسامحاً، حيث لا تغلب حضارة على أخرى، بل تتآزر وتتكامل في سبيل الإنسان، أينما وُجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى