أخبار الدار بلوسثقافة وفن

شيرين عبد الوهاب تتعثر فوق مسرح “موازين” وغادة عبد الرازق تصفق للظلّ

الدار/ مريم حفياني

في ليلة كان يُفترض أن تكون عودة قوية للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب إلى جمهورها المغربي بعد غياب دام تسع سنوات، تحوّل ختام مشاركتها في مهرجان “موازين” إلى ما يشبه العثرة الفنية، بعدما اختارت افتتاح فقرتها الغنائية باستخدام تقنية “البلاي باك” بدلًا من الأداء الحيّ الذي ينتظره عشّاق صوتها الدافئ.

الخيبة كانت مدوية، والجمهور المغربي – المعروف بذوقه الموسيقي الرفيع – لم يتردد في التعبير عن رفضه، إذ علت الهتافات من جنبات المسرح تطالب شيرين بأن “تغني بصوتها”، في رسالة واضحة بأن هذا الجمهور لا يساوم حين يتعلق الأمر بالفن الحقيقي.

وسط هذا المشهد المربك، اختارت الممثلة المصرية غادة عبد الرازق أن تغرد خارج السرب، وتنشر عبر خاصية “ستوري” على إنستغرام صورًا لشيرين، معلقةً بعبارات مبالغ فيها من قبيل: “مليون سلامة يا حبيبتي، ونوّرتي المهرجان، بنحبك.. يا موهبة ماشية على الأرض.. القافلة تسير”.

لكن السؤال هنا: أي قافلة؟ وهل التصفيق لمجرد الحضور، حتى لو جاء الأداء باهتًا، يُعدّ دعمًا للفن أم تزييفًا للواقع؟

يبدو أن غادة عبد الرازق اختزلت المعادلة إلى عبارات مجاملة مجانية، بدل أن تدرك أن النقد البنّاء لا يعني القسوة، بل احترام الفن والفنان والجمهور معًا. فهل يكفي “الستوري” لتبييض إخفاق فني علني، شاهده الآلاف على أرض الواقع وملايين عبر الشاشات والمنصات؟

ما جرى في حفل شيرين بموازين لا يمكن اختزاله في “وعكة فنية عابرة”، بل يفتح الباب لنقاش أوسع حول طبيعة التحضير، احترام الجمهور، ومدى جهوزية الفنان للوقوف على منصات بهذا الحجم. كما أنه يطرح تساؤلات عن مسؤولية الفنان في التعامل مع عودته الفنية، خاصة عندما تكون محاطة بآمال كبيرة.

الجمهور المغربي لم يكن قاسيًا، بل كان صادقًا. وما طالب به لم يكن أكثر من صوت شيرين كما عرفه وأحبه… دون مؤثرات ولا تسجيلات.

فهل يكفي “ستوري” إنستغرامي لتجاوز لحظة إخفاق علني؟ أم أن الزمن اليوم لم يعد يرحم من يجمّل الزيف باسم التضامن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى