المامونية.. أسطورة مغربية تتوج بين أعظم فنادق العالم

الدار/ غيثة حفياني
مرة أخرى، يثبت فندق المامونية في مراكش أنه ليس مجرد فندق فاخر، بل أيقونة حية للذاكرة المغربية ووجهة استثنائية للضيافة الراقية، بعدما احتل المرتبة الرابعة عالميًا في التصنيف الجديد لمجلة Robb Report لسنة 2025 لأفضل الفنادق الفاخرة حول العالم. ويأتي هذا التتويج ليكرس السمعة الدولية التي راكمها المامونية منذ افتتاحه سنة 1923، حيث تحوّل على مدى قرن كامل إلى عنوان للفخامة المغربية الأصيلة التي تجذب كبار الشخصيات من مختلف القارات. فمن ونستون تشرشل، الذي كان يصفه بأنه “أجمل مكان على وجه الأرض”، إلى نجوم السينما والموسيقى مثل فرقة رولينغ ستونز وألفريد هيتشكوك، ظل الفندق ملتقى للنخبة العالمية الباحثة عن تجربة ضيافة تتجاوز حدود العادي.
سر تفرد المامونية يكمن في قدرته على الجمع بين روح العمارة المغربية التقليدية الغنية بالزليج والجبص والخشب المنقوش والأقواس الأندلسية، وبين أرقى معايير الراحة العصرية التي تجعل الضيوف يعيشون تجربة متكاملة. وتحيط بالفندق حدائق واسعة تمتد على ثمانية هكتارات تضم أشجار الزيتون والبرتقال والنخيل، فتمنح الزائر فسحة من الهدوء والجمال الطبيعي في قلب مدينة مراكش. وإلى جانب ذلك، يقدم الفندق تجربة تذوق عالمية من خلال مطاعمه التي يشرف عليها طهاة مرموقون، حيث تندمج أطباق المطبخ المغربي الغني بالتوابل مع أحدث تقنيات الطهي العالمية، بينما صُممت الغرف والأجنحة بعناية فائقة لتلبي أعلى معايير الفخامة.
ولا يمثل إدراج المامونية ضمن قائمة أفضل فنادق العالم حدثًا عابرًا، بل هو نتيجة لمسار طويل من التميز والابتكار في مجال الضيافة، جعل منه سفيرًا بارزًا للمغرب ورمزًا يعكس صورته الراقية في الخارج. فهذا الإنجاز يعزز مكانة المغرب كوجهة عالمية في قطاع السياحة الفاخرة، الذي يشكل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، إذ يسهم في جذب شرائح نوعية من السياح ذوي القدرة الشرائية العالية، ويدعم تشغيل اليد العاملة المحلية، ويشجع على تطوير صناعات موازية مثل المطاعم، الفنون التقليدية، والصناعات الحرفية.
إن المامونية ليس مجرد فندق، بل مؤسسة تاريخية وحضارية ساهمت في وضع مراكش على خارطة السياحة الدولية، ورسخت صورة المغرب كبلد قادر على الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين التاريخ والحداثة، لتصبح الإقامة فيه تجربة متفردة تشبه رحلة عبر الزمن والروح. وبهذا التتويج العالمي، يثبت المامونية أن المغرب قادر على منافسة كبريات الوجهات السياحية، وأن الفخامة حين تُقرن بالهوية تصبح لغة عالمية يتحدث بها الجميع.