أخبار الدار بلوس

مطار الداخلة… خلل في الخدمات يسيء لصورة وجهة سياحية واعدة

مطار الداخلة... خلل في الخدمات يسيء لصورة وجهة سياحية واعدة

 

 

الدار/ محمد الحبيب هويدي

رغم تحول مدينة الداخلة إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية بالمملكة، باستقطابها لأعداد متزايدة من الزوار المغاربة والأجانب سنويًا، لا تزال بعض مرافقها الحيوية، وعلى رأسها مطار الداخلة، تعاني من نقائص واضحة في الخدمات والتنظيم، تعرقل تجربة السفر وتترك انطباعًا سلبيًا لدى المسافرين.

من أبرز الإشكالات التي أثارت تساؤلات عدد من المسافرين، الاعتماد شبه الدائم على سلم واحد فقط لصعود ونزول الركاب من الطائرات، في مشهد يكرّس الازدحام والتأخير، ويتنافى مع المعايير المعمول بها في غالبية مطارات المملكة. في غياب تنظيم واضح للعملية، يُترك الركاب – خصوصًا في الرحلات الممتلئة – في طوابير طويلة تحت الشمس أو في مواجهة الرياح القوية التي تميز مناخ المنطقة، دون أي توجيه يساعدهم على توزيع أنفسهم حسب مواقع مقاعدهم في الطائرة. والنتيجة: اكتظاظ وفوضى وتأخر في الإقلاع أو النزول، ما ينعكس سلبًا على جودة الخدمة ويُربك حتى أطقم الطائرات.

يُشار إلى أن عدداً من مطارات المملكة تتوفر على مرشدين بالقرب من سلالم الطائرة، يُوجهون الركاب حسب أرقام مقاعدهم (أمام الطائرة أو خلفها)، وهو ما يُسهم في تنظيم العملية وتوفير وقت ثمين. غياب هذا العنصر التنظيمي في مطار الداخلة يطرح علامات استفهام حول جاهزية المطار لمواكبة تطور الحركة السياحية بالمنطقة.

إلى جانب إشكال الإركاب، تُسجل ملاحظات مستمرة حول وضعية قاعة الانتظار الداخلية، التي تفتقر إلى مكيفات الهواء رغم الظروف المناخية الصعبة التي تعرفها المنطقة، خاصة خلال فصل الصيف. وفي ظل الازدحام وارتفاع درجات الحرارة، يجد المسافرون أنفسهم في وضعية غير مريحة، تنعكس سلبًا على تجربتهم وتضعف صورة الجهة كمقصد سياحي احترافي.

وقد عبر عدد من المسافرين، في تصريحات متفرقة، عن استغرابهم من غياب أبسط التجهيزات الضرورية داخل مطار يخدم مدينة تُعتبر من أبرز الوجهات البحرية والبيئية على المستوى الوطني، وتستقبل وفودًا من السياح والمستثمرين والرياضيين على مدار السنة.

في عالم السياحة، تلعب تجربة الوصول والمغادرة دورًا محوريًا في تكوين الانطباع الأول عن أي وجهة. وإن كان سحر الداخلة الطبيعي وسكينتها المميزة يتركان أثراً إيجابيًا في ذاكرة الزائر، فإن النقائص المسجلة في مطارها قد تُقلل من هذا الأثر، وتطرح تحديًا حقيقياً أمام مختلف المتدخلين في القطاع السياحي بالجهة.

الانطباع السلبي لا يقتصر فقط على السياح الأجانب، بل يشمل أيضًا السياحة الداخلية، التي باتت تشكل شريحة مهمة من زوار الداخلة، خصوصًا في المواسم والعطل الرسمية. وبحسب بعض المسافرين، فإن “مطار الداخلة لا يرقى بعدُ إلى مستوى الانتظارات، ولا يعكس الصورة المشرقة التي تُرسم عن المدينة في الحملات الترويجية”.

في ظل هذه الملاحظات المتكررة، ترتفع الأصوات المطالبة بتدخل الجهات المسؤولة عن تسيير المطار من أجل تحسين جودة الخدمات، تنظيم عملية الإركاب، وتوفير التجهيزات الضرورية داخل قاعة الانتظار، بما يتماشى مع مكانة الداخلة كقطب سياحي واستثماري واعد.

ويُراهن مهنيون في قطاع السياحة على أن تطوير البنية التحتية للمطار وتحديث خدماته، سيكون له أثر مباشر على تحسين تجربة الزوار، وتعزيز جاذبية الجهة ككل، لا سيما في ظل المنافسة المتزايدة بين الوجهات السياحية داخل المملكة وخارجها.

مطار الداخلة ليس مجرد نقطة عبور، بل هو الواجهة الأولى التي تستقبل الزائر، والأخيرة التي تودّعه. ومن هذا المنطلق، فإن العناية به ليست رفاهية، بل ضرورة ملحة، تفرضها مكانة الجهة وطموحاتها التنموية. تحسين الخدمات والتنظيم داخل المطار سيكون خطوة أولى نحو ترسيخ صورة الداخلة كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي، والخدمات ذات الجودة العالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى