أخبار الدار بلوسأخبار دولية

ضربة في قلب الوساطة… إسرائيل تقصف المفاوضات قبل أن تبدأ

ضربة في قلب الوساطة… إسرائيل تقصف المفاوضات قبل أن تبدأ

بقلم: ياسين المصلوحي

تفاجأ المنتظم الدولي، عشية يوم 09 شتنبر، باستهداف القوات الإسرائيلية لمنزل يقع وسط العاصمة القطرية الدوحة، وهو المسكن الذي يقطنه الوفد المفاوض الذي يمثل حركة حماس في إطار مناقشة مقترح الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى هدنة في قطاع غزة. ويُعتبر هذا استهدافا للعمق القطري، وانتهاكا للقانون الدولي وسيادة الدولة القطرية، خصوصا وأن هذه الأخيرة تُعد من بين الأطراف المهمة في أي مفاوضات سلام أو اتفاقات هدنة بين الطرفين منذ مدة ليست بالقصيرة، ولم تُحترم مكانتها في الوساطة وجهود السلام التي تبذلها.
هذا الهجوم اللامسؤول لاقى إدانة دولية واسعة من مختلف القوى العالمية، بدءا بدول الخليج التي طوت صفحة نزاعها مع قطر واختارت الاصطفاف إلى القواسم المشتركة معها، بالإضافة إلى دول أوروبا التي اعتبرت هذا الاعتداء تجاوزا خطيرا، مع التعبير عن دعمها لدولة قطر. كما أوضحت الأمم المتحدة، في شخص أمينها العام ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذه الضربات انتهاك صارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها، وأنه يجب احترام سيادة جميع الدول الأعضاء وسلامة أراضيها.
وفي نفس السياق، عبرت المملكة المغربية عن موقفها المندد بهذا الهجوم والداعم لدولة قطر، حيث جاء في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المملكة المغربية تؤكد تضامنها التام مع دولة قطر إزاء كل ما من شأنه أن يمس أمنها وسلامة أراضيها وطمأنينة مواطنيها والمقيمين بها.
إن مثل هذه التصرفات تعبّر، بما لا يدع مجالا للشك، عن أن الكيان المحتل أصبح يضرب كل القوانين الدولية والمواثيق والمعاهدات عرض الحائط، ولا يُعير سيادة الدول أية أهمية أو احترام. حيث تتعدد أشكال هذه التجاوزات بين قصف وغارات استهدفت مواقع عسكرية وبنى تحتية، وتوغلات داخل الأراضي السورية نتجت عنها خسائر بشرية ومادية، إضافة إلى تعطيل وعرقلة مباحثات السلام التي تُجرى في الخفاء بين دمشق وتل أبيب، أو على الأقل محاولة فرض السلام بالقوة. زد على ذلك القصف المتكرر لمجموعة من المواقع في صنعاء، واستباحة السيادة الداخلية لليمن، دون نسيان المجازر الدموية المتكررة في حق الفلسطينيين والمعاناة الإنسانية لسكان غزة.
ويرى بعض المحللين أن الهجوم الذي تعرضت له الدوحة اليوم من شأنه أن يقوض مسار التفاوض بين حماس وتل أبيب، الذي بدأ منهكا أصلا ويسير ببطء تدفع فاتورته أرواح بريئة من الأطفال والنساء والشيوخ، الذين إن لم تقتلهم صواريخ الاحتلال تقتلهم المجاعة، في ظروف إنسانية صعبة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل. كما أن قوات الاحتلال تحاول استغلال كل الفرص لتصفية رموز المقاومة الفلسطينية، وبالتالي محاولة فرض الأمر الواقع. كما أن هذا الوضع يُسائل القوى الدولية عن مدى قدرتها على استصدار قرار أممي يُدين هذه التصرفات ويدفع تل أبيب إلى احترام القانون الدولي، كما يُعيد طرح علامة الاستفهام حول جدوى هذه المنظمات الدولية والهيئات الأممية التي طالما ألزمت مجموعة من الدول على احترام القانون الدولي، بل وذهبت حد فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على بعضها، في حين تقف عاجزة أمام هذا التغول اللاحضاري واللاإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى