أخبار الدار بلوسأخبار دولية

المغرب.. قوة إفريقية صاعدة تطمح لعضوية دائمة في مجلس الأمن

المغرب.. قوة إفريقية صاعدة تطمح لعضوية دائمة في مجلس الأمن

الدار/ إيمان العلوي
يواصل المغرب تعزيز مكانته كقوة إقليمية فاعلة تسعى إلى تمثيل إفريقيا والعالم العربي داخل دوائر القرار الدولي. طموح المملكة في الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن ليس مجرد خطوة رمزية، بل تعبير عن مسار طويل من العمل الدبلوماسي المتوازن والإصلاحات المتراكمة التي جعلت من المغرب نموذجًا للاستقرار والرؤية الاستراتيجية في محيط مضطرب.
تمكّن المغرب خلال السنوات الأخيرة من فرض حضوره كفاعل موثوق في القارة الإفريقية والعالم العربي، من خلال أدواره الفاعلة في حفظ السلم، والتعاون الإقليمي، وتطوير شراكات استراتيجية مع القوى الكبرى. كما ساهم في ملفات محورية كالأمن الطاقي، ومكافحة الإرهاب، والتنمية المستدامة، ما جعله شريكًا أساسياً في القضايا الإفريقية والدولية.
اعتمدت المملكة في تعاملها مع قضية الصحراء على نهج دبلوماسي واقعي يقوم على الحوار والحلول السلمية، وفي مقدمتها مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. هذا الموقف المعتدل أكسب المغرب احترامًا واسعًا ودعمًا متزايدًا من الدول الكبرى، بما فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن، الذين يرون في مقاربته نموذجًا للحكمة السياسية والاستقرار الإقليمي.
منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، انتهج المغرب سياسة خارجية دينامية قائمة على التعاون والواقعية، ما مكّنه من بناء شبكة تحالفات متينة تمتد من إفريقيا إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية. هذه الدينامية جعلت من المملكة مرشحًا طبيعيًا لتمثيل القارة في مجلس الأمن، بفضل قدرتها على الجمع بين الانتماء الإفريقي والانفتاح العالمي.
يرتكز الطموح المغربي على ثلاث ركائز مترابطة:
•التمثيل الإقليمي: الدفاع عن مصالح إفريقيا والعالم العربي بصوت معتدل ومسؤول.
•الإصلاح الدبلوماسي: تطوير أدوات السياسة الخارجية وتوسيع الشراكات متعددة الأبعاد.
•التنمية الداخلية: تعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات وتحقيق الاكتفاء الطاقي والغذائي.
وفق المعايير الدولية لاختيار ممثلي القارة الإفريقية، يتوفر المغرب على كل المقومات المطلوبة: وزن جيوسياسي مؤثر، شرعية إقليمية راسخة، إسهامات ملموسة في عمليات حفظ السلام، واستقرار سياسي يندر مثله في المنطقة.
لقد أصبح المغرب اليوم أكثر من مجرد مرشح محتمل؛ إنه قوة صاعدة تملك رؤية متكاملة للمستقبل، قادرة على تمثيل إفريقيا والعالم العربي داخل مجلس الأمن بفاعلية ومسؤولية. ومن خلال دبلوماسيته المتزنة واستراتيجيته التنموية، يواصل المغرب ترسيخ صورته كدولة تجمع بين الطموح الواقعي والحكمة السياسية، مؤهلة لأن تكون صوت القارة في مجلس الأمن العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى