أخبار دولية

هل تتحول البرتغال إلى مركز لإنتاج الطاقة النظيفة بأوروبا؟

في خضم توجه عالمي واسع نحو الطاقة النظيفة للحد من تغير المناخ، تتطلع البرتغال إلى حجز مكان لها ضمن قائمة الدول الرائدة، على المستوى الأوروبي، في قطاع الهيدروجين الأخضر.

ولتجسيد هذا الطموح على أرض الواقع، يتجه هذا البلد الإيبيري نحو اعتماد خطط وبرامج واعدة من أجل الاستثمار في “الهيدروجين الأخضر”، ومن ثمة التحول إلى مركز لإنتاج وتصدير الوقود النظيف، وذلك في سياق ترجمة عدد من الالتزامات التي قطعتها الحكومات البرتغالية على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية بشأن التحول الطاقي، وتطوير الاقتصاد البرتغالي على أساس انتقال مزدوج طاقي ورقمي.

ويندرج هذا التوجه من جانب الدولة الإيبيرية لتطوير الهيدروجين الأخضر في سياق اختيارات عامة ينهجها الاتحاد الأوربي نفسه من أجل تعزيز إنتاج الهيدروجين وتصديره، في إطار سعيه الحثيث نحو تكريس استقلاله عن الغاز الروسي، وأيضا من منطلق إدراكه للدور الهام الذي يلعبه الهيدروجين في عملية تحول الطاقة واستراتيجية الدول حياله، كما أكدت على ذلك الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وفي هذا الإطار، جاء المشروع المشترك بين شركة “نيوغرين هيدروجين” الكندية والشركة البرتغالية “فريكونت سمر” للاستثمار لبناء محطة جديدة بمنطقة سينس الصناعية بمدينة سيتوبال، التي تبعد بـ 150 كيلومترا عن العاصمة لشبونة، بهدف إنتاج الهيدروجين ومشتقات الوقود.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة الكندية، كريس كورسون، في تصريح للصحافة، إن الأمر يتعلق بتعاون تجاري بين شركته والشركة البرتغالية، مبرزا الأهمية التي يكتسيها المشروع لاسيما الموقع الاستراتيجي الذي يحتله في قلب القارة الأوروبية، فضلا عن رغبة الحكومة البرتغالية في أن تصبح مركزا رئيسيا لتلبية الطلبة على الهيدروجين في المستقبل.

من جانبه، أكد كاتب الدولة المكلف بالتدويل لدى وزارة الشؤون الخارجية للبرتغال، برناندو إيفو كروز، في تصريح مماثل أن هذا المشروع يمثل خطوة إضافية نحو الانتقال الطاقي بالبرتغال، معتبرا أن الظروف الطبيعية التي تتمتع بها البرتغال تجعلها أفضل بلد أوربي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كما تجعل الرهان على سوقها كوجهة لهذا النوع من الاستثمار يبدو أمرا طبيعيا.

وأفادت الشركة بأنها ستعمل عن تركيب محلل كهربائي بقدرة 500 ميغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البرتغال بالمحطة المبرمج إحداثها، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي مليار يورو، كما سيسمح هذا المشروع بتشغيل حوالي 2500 من اليد العاملة.

ولم يتم الكشف بعد عن الموعد المحدد للشروع في الاستثمار بهذه المحطة وكذا بدء الإنتاج بها، وإن كان بعض المراقبين يقدرون أن ذلك الموعد لن يكون بعيدا، سيما وأن المشاورات التي تجريها الشركة الكندية مع الحكومة البرتغالية بشأن تخصيص الأرض المعدة لبناء المحطة، ومساحتها 10.5 هكتارا، انتهت يوم الإثنين 28 نونبر الجاري.

المشروع البرتغالي الكندي لن يكون الوحيد ضمن مساعي حكومة البرتغال لتطوير خططها وبرامجها في مجال إنتاج الوقود النظيف، بل إنه يعد جزء من مشاريع أخرى تعكس جهود هذا البلد وحكوماته المتعاقبة في تطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر.

ويأتي الاعلان عن بناء هذه المحطة بتزامن واستعداد شركة الطاقة في لشبونة (EDP) للتعاون مع شركة “غالب إنيرجيا” البرتغالية وائتلاف (محلي كندي هولندي) لإنشاء محطات هيدروجين أخرى

 

المصدر الدار : و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى