هذه بتلك.. منتخب القبائل في المغرب لخوض مباراة تاريخية

الدار ـ خاص
الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها المنتخب الوطني لكرة القدم لجمهورية القبائل المستقلة إلى المغرب يجب أن تكون فرصة لتكريس ثقافة المعاملة بالمثل في الرد على استفزازات الكابرانات. ففي مواجهة نظام عسكري بعقلية متحجرة كهذه قد لا يفيد أبدا الاستمرار في نهج الأساليب الدبلوماسية والهادئة، بل تصبح أحيانا تلك الأساليب مدعاة إلى مزيد من الإمعان في انتهاك حرمة بلادنا ومكايدة وحدتها. لذلك نرى أن تنظيم مقابلة في كرة القدم بين منتخب القبائل وفريق من فرق البطولة الوطنية لكرة القدم سيشكل أحسن وأفضل رد على المباراة المهزلة التي خاضها ما يسمى “منتخب الصحراء الغربية” ضد فريق مولودية الجزائر.
ولعلّ اختيار الكابرانات لفريق عريق كالمولودية من أجل تنظيم المباراة وفي ملعب كبير كملعب نيلسون مانديلا دليل على العناية الخاصة التي يوليها هؤلاء لكل ما يتعلق باستفزاز المغرب، خاصة أن المباراة نظمت غداة المباراة النهائية لكأس إفريقيا للفتيان التي خاضها المنتخب المغربي ضد نظيره السنغالي في الجزائر، وعلى بعد أيام قليلة فقط من الهزيمة التاريخية التي تكبّدها منتخب الجزائر للفتيان ضد نظيره المغربي بثلاثة أهداف لصفر. لقد كان واضحا أن هذه المباراة محاولة يائسة لتصريف الحقد والغلّ الذي خلّفته المشاركة المتميزة للمنتخب الوطني للفتيان في هذه البطولة وتحقيقه لنتيجة ممتازة بعد أن تجاوز كل خصومه بأداء عالٍ وشارف على حصد اللقب الإفريقي لولا انقلاب النتيجة في الدقائق الأخيرة.
هذه المباراة التي سيخوضها منتخب القبائل بتلك التي خاضها المنتخب الوهمي بتنظيم وإشراف الكابرنات. هذه بتلك، المعاملة بالمثل، الرد بما يليق، هذه هي الفلسفة التي يجب أن تحكم من الآن ومستقبلا طبيعة التعامل مع المناورات الاستفزازية للكابرانات في شتى المجالات. لم يعد هناك أي مجال للتريث أو التهدئة في الوقت الذي بلغت فيه الحملة التي يخوضها هؤلاء إعلاميا ودبلوماسيا وسياسيا مستويات غير مسبوقة، تنفق عليها مليارات الدولارات من أموال الشعب الجزائري المطحون. ولهذا من حق الجامعة الملكية لكرة القدم اليوم أن تشرف على تنظيم مباراة رسمية لمنتخب منطقة القبائل الذي يعيش في المنفى ضد أحد الأندية المغربية الكبيرة كالوداد أو الرجاء البيضاويين أو غيرهما.
والهدف من هذا ليس فقط الرد على الاستفزازات الجزائرية، بل هناك أيضا هدف سامٍ يتمثل في دعم الشعب القبائلي الذي يعد أعرق شعوب المنطقة، ويعيش منذ زمن طويل تحت تحكم وسيطرة عصابة عسكرية ترفض إنصافه وتمتيعه بحقوقه الثقافية والسياسية كواحد من الشعوب السباقة إلى بناء الحضارة في شمال إفريقيا. وهذا يعني أننا لا ندعو إلى تنظيم مباراة منتخب القبائل فقط كرد فعل على ما يفعله الكابرانات، وإنما لأننا نؤمن حقا وفعلا بأن شعب منطقة القبائل مضطهد ويستحق أن يقدم له الإنصاف اللازم خاصة على مستوى هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بما فيها تلك التي تهتم بالشأن الرياضي عامة وبكرة القدم خاصة.
ونحن على يقين أن هذه المباراة التي سيخوضها منتخب القبائل في المغرب ستحظى دون شك بمتابعة جماهيرية كبيرة تختلف تماما عن تلك المتابعة الجماهيرية المصطنعة التي شهدتها مباراة منتخب الانفصاليين ضد مولودية الجزائر، وتحوّلت في ظل حضور جمهور محدود ومستجلب إلى مهزلة مع تسجيل هدف مفبرك ساهم فيه لاعبو المولودية وخاصة حارس مرمى الفريق الذي تردد في مد يده لمنع الكرة من دخول المرمى. هل يعتقد الكابرانات أن الغباء مستوطن في العالم كله مثلما هو مستوطن في أذهانهم؟ لقد كان واضحا أن الهدف من هذه المباراة دعائي لا أقل ولا أكثر، وأنها لم تكن مباراة رياضية بقدر ما كانت مباراة سياسية خالصة، من أجل “دخول مزبلة التاريخ” ولو كان ذلك بفبركة هدف صبياني لا يمكن أن يقنع حتى أولئك الذين لم يسبق لهم مشاهدة مباراة واحدة في كرة القدم.