سفير الصين بالرباط يحتفي بمرور 50 عامًا على التعاون الطبي بين المغرب وبكين ويؤكد دعم بلاده لمنظومة الصحة المغربية

الدار/ مريم حفياني
أجرى سفير جمهورية الصين الشعبية بالرباط، لي تشانغلين، يوم الأحد 14 يوليوز، مباحثات مثمرة مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، بمناسبة الذكرى الخمسين لوصول أولى الفرق الطبية الصينية إلى المملكة.
السفير الصيني عبّر خلال هذا اللقاء عن اعتزازه العميق بنجاح تجربة التعاون الطبي بين البلدين، والتي انطلقت منذ عام 1975، مبرزًا أن حضور الفرق الطبية الصينية في المستشفيات المغربية، لا سيما بالمناطق القروية والبعيدة، شكّل علامة فارقة في دعم جهود المغرب للنهوض بالخدمات الصحية. وأكد لي تشانغلين أن بلاده تلتزم بمواصلة هذا المسار وتعزيزه عبر إرسال أطر طبية جديدة، وتوسيع مجالات الدعم لتشمل مجالات الابتكار الطبي والتكنولوجيا الحيوية والطب التقليدي الصيني، فضلاً عن التكوين والبحث العلمي المشترك.
من جهته، ثمّن الوزير التهراوي هذه الشراكة التاريخية، وعبّر عن امتنان الحكومة المغربية للدور الذي لعبته الصين في دعم المنظومة الصحية الوطنية خلال خمسة عقود. كما أشار إلى أن هذا التعاون يجسد نموذجاً ناجحاً لشراكات جنوب–جنوب، يقوم على الثقة المتبادلة والمصلحة المشتركة.
اللقاء شكل فرصة لتقييم المنجزات التي حققها الجانبان في المجال الصحي، حيث أظهرت المعطيات أن أكثر من 1800 طبيب وممرض صيني خدموا في مختلف المستشفيات المغربية، وأسهموا في تقديم مئات الآلاف من الفحوصات والعمليات الجراحية، خاصة لفائدة سكان المناطق التي تعاني خصاصًا في الموارد الطبية.
كما ناقش الجانبان آفاق التعاون المستقبلي، خاصة في ما يتعلق بدعم الرقمنة في قطاع الصحة، وتعزيز القدرات الوطنية في مجابهة الأوبئة والطوارئ الصحية، وتبادل الخبرات في مجال التغطية الصحية الشاملة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق دولي متغير، يفرض على الدول توسيع شراكاتها الاستراتيجية في المجالات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة. ويعكس حضور السفير لي تشانغلين في هذا الحدث الرمزي رغبة الصين في تعميق أواصر التعاون مع المغرب، وتأكيد انخراطها في دعم مشاريع التنمية الاجتماعية بالمملكة.
وبمرور 50 سنة على انطلاق هذا التعاون الطبي، يتجدد الالتزام بين الرباط وبكين بمواصلة العمل المشترك، من أجل الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية، وتعزيز التضامن الدولي لمواجهة التحديات الصحية العالمية.