مهرجان العين للكتاب بالإمارات… وجهة ثقافية لعشاق الكتاب والفن والغناء والأصالة
الدار بلوس- خاص
تحولت منارة العين هذه الأيام، الى احدى أهم منارات الثقافة والأصالة والتراث في دولة الامارات العربية المتحدة، من خلال احتضانها لمهرجان الكتاب، الذي يواصل كل سنة تميزه، رافعا في نسخته الثالثة عشر لهذه السنة شعار ” العين أوسع لك من الدار”. وتتواصل فعاليات مهرجان العين للكتاب، وأنشطته الثقافية والأدبية والتفاعلية المتنوعة والتي اجتذبت أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم وثقافاتهم واهتماماتهم.
في هذا الاطار، أكد الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، أن ” مهرجان العين للكتاب يشهد تطوراً وتميزاً من نسخة إلى أخرى، ما رسخ حضوره على الأجندة الثقافية السنوية”، مشيداً بمستوى تنظيم هذه النسخة، ورصانة البرنامج الثقافي والفعاليات المقامة في إطاره”.
وأشار الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، خلال زيارة للمهرجان، إلى أن ” مدينة العين إحدى أهم منارات الثقافة والأصالة والتراث في الدولة بما تضمه من تاريخ ومعالم تراثية وثقافية أصيلة”.
ويوفر المهرجان لعشاق الكتاب، والثقافة والفن، والتراث، فرصة للاستمتاع بمجموعة من الأنشطة الثقافية والتفاعلية التي تسلط الضوء على التراث الثقافي للامارات، وتحفز الإبداع والابتكار، حيث تنظم العديد من فعاليات المهرجان، في المعالم الشهيرة في مدينة العين.
أما عروض المهرجان، فتشمل العروض الموسيقية والمسرحية وعروض الدمى ومسابقات ولقاءات متنوعة مع الأطفال الموهوبين وتوقيع الكتب والأنشطة المتنوعة لجميع أفراد الأسرة، كما تم تخصيص ركن للأطفال يشمل ورش عمل علمية وفنية ومسابقات إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأنشطة والمشاريع التي تجمع بين التعلم والمرح.
مشاهد وفعاليات هذا المهرجان المتميز استأثرت باهتمام المحترفين وهواة التصوير، الذين وجدوا في المهرجان بيئة خصبة لإظهار مواهبهم، حيث أكد خالد الساعدي، مصور محترف أن ” الأجواء الثقافية الممزوجة بجماليات الموقع، تثير عدسة المصور الذي يستطيع رصد لقطات من زوايا مختلفة، لإبراز صور حضارية، وجمالية قد لا يلحظها الشخص عند التجول في الموقع”.
وأوضح خالد البلوشي مصور محترف، أن ” المهرجان يعد فرصة للإبداع في مجال التصوير الضوئي والفيديو؛ حيث إنه يعد من المواقع الغنية بالأفكار المتنوعة والتي من خلالها يستطيع المصور المحترف أو الهاوي التقاط صور إبداعية”.
كما أبرز محمد الشكيلي من هواة التصوير، أن ” موقع المهرجان وفعالياته تشكل في مجملها فرصة لهواة التصوير، يمكنهم من خلالها تنمية مهاراتهم وإبراز إبداعاتهم؛ حيث إنه يتضمن آلاف الزوايا والمواضيع التي يمكن من خلالها أن يوثق هذه النوعية من الأحداث بطريقة فنية وإبداعية.
بيت محمد بن خليفة بمدينة العين، كان على موعد مع ثلاث أمسيات ثقافية مميزة، ناقشت موضوعات ثقافية واجتماعية مختلفة، وحضرها عدد كبير من المهتمين بالفن والثقافة من داخل الدولة وخارجها، حيث شارك في الأمسية الأولى التي أقيمت بعنوان “كلّ وقت وله آذان” العازف والباحث في علم النغم، مصطفى سعيد، وتناول تاريخ تطور أساليب المؤذنين في العواصم الإسلامية المختلفة، والعلاقة بين الآذان والنغم، مشيراً إلى اتجاه بعض الأساليب التاريخية المتطورة للآذان للاندثار من عواصم عربية كبرى كالقاهرة ومدن الشام.
أمسية أخرى موسومة بعنوان، “أمومة اختيارية”، أدارتها الدكتورة بروين حبيب، الناقدة والإعلامية البحرينية، استعرضت فيها الدكتورة عائشة البوسميط تجربتها الاجتماعية في الاحتضان؛ حيث أكدت أن عدم زواج المرأة أو إنجابها لا يعني بالضرورة حرمانها من ممارسة أمومتها مع أطفال آخرين، تستطيع أن توفر لهم الدفء الأسري، من خلال احتضان الأطفال الذي يفتقدون لوجود الأسر، وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
أما الأمسية الثالثة فقد سلطت الضوء على النماذج النسائية المضيئة والمشرفة لإماراتيات قدمن تجاربهن الناجحة في خدمة المجتمع؛ حيث استضاف بيت محمد بن خليفة كلاً من فتحية النظاري، وهي من أوائل النساء المتطوعات في دولة الإمارات، والدكتورة شيرين الزعابي، الطبيبة الاستشارية، وشيخة الزعابي، التي تعمل برتبة رائد في شرطة أبوظبي.
وفي هذا الصدد، قالت فتحية النظاري، إن ” المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أسسا لنهج العمل التطوعي، ولتمكين المرأة من المشاركة في كل مجالاته سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، واستعرضت النظاري العديد من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات خلال جائحة كورونا لمساعدة المحتاجين والمرضى، داخلياً وخارجياً، فضلاً عن جهود الإمارات الإغاثية في العديد من دول العالم.
وأبرزت الدكتورة شيرين الزعابي، أن ” الاستجابة السريعة التي تفاعلت بها الإمارات مع جائحة كوفيد19، مؤكدة أن الكوادر الطبية واصلت الليل بالنهار لمواجهة الجائحة وتقديم الخدمة الطبية لجميع المصابين، وكان ذلك سبباً في مواجهة كل العقبات ونشر التوعية بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، وهو ما مكن الإمارات من تجاوز الجائحة بأقل عدد من الخسائر”.
وبما أن للكلمة المغناة عشاقها وهواتها، فقد شهدت قلعة المويجعي، تنظيم الأمسية الثانية لبرنامج “الكلمة المغناة” ، بمشاركة كل من المخرج ياسر النيادي،و سعود محمد الدرمكي، والباحث فهد المعمري، والمطرب خالد محمد.
وأدار الجلسة الافتتاحية لهذه الأمسية، الإعلامي عيضه بن سعود، و حظيت بحضور كبير على أنغام موسيقى القوات المسلحة التي رحبت بالضيوف على إيقاع الطبول العسكرية، وعزفت النشيد الوطني الإماراتي ومجموعة من المقطوعات الوطنية.
وقد استهل الأمسية الباحث الإماراتي في التراث والشعر فهد المعمري، بسرد سيرة الشاعر الإماراتي الراحل محمد سلطان الدرمكي الملقب بفارس القوافي، الذي ولد عام 1940 في مدينة العين مستعرضاً تجربته الإبداعية التي أسست لنهضة وازدهار الشعر النبطي ونشره عبر نطاق واسع في الإمارات، في الثمانينات من القرن الماضي.
وانطلقت فعاليات “مهرجان العين للكتاب 2022″، في نسخته الثالثة عشرة، يوم الاثنين الماضي، من خمسة مواقع ثقافية بارزة بمدينة العين، ويستمر حتى 20 نوفمبر الجاري، وينظم تحت رعاية سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين.
وينظم مهرجان العين للكتاب، مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. وتحمل النسخة الـ13 بين طياتها أنشطة نوعية وتحمل رؤى جديدة في تنظيم المهرجانات المرتبطة بالكتاب والفعاليات المصاحبة له، حيث تتوزع مناشطه على خمسة أماكن متفرقة، وهي استاد هزاع بن زايد، وجامعة الإمارات، وبيت محمد بن خليفة، ومكتبة زايد المركزية، وقصر المويجعي.