ثقافة وفن

الرباط .. تقديم كتاب “رسومات الغضب” لبرونو نسيم أبودرار

قدم أستاذ الجماليات ونظرية الفن في جامعة باريس-3، برونو نسيم أبودرار، مساء أمس الخميس بمقر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بالرباط، أحدث إصدار له بعنوان “رسومات الغضب”.

ومن خلال إصداره الأدبي، يهتم الكاتب المغربي الفرنسي بإشكالية التمثيلات التصويرية التي تقع في قلب النزاعات الدينية المعاصرة، وبذلك يفتح نقاشا “موضوعيا” حول الرسوم الكاريكاتورية في إطار تاريخ الفن.

وسواء كان الأمر يتعلق بمقاطع فيديو تظهر تدمير المواقع التاريخية مثل” تدمر” أو “باميان” أو غيرها ، فإن هذه التمثيلات تثير ردود فعل عنيفة للغاية أو تجمع مجتمعات يوحدها الحزن والغضب.

من هذا المنطلق، يتطرق الكاتب لنظام رؤية هذه الصور من خلال نقل الموضوع خارج المجال السياسي والديني ليقدم رؤيته الخاصة مستندا على بحث صارم ومنهجي، دون التقليل من الإسهامات الجيوسياسية أو علم الاجتماع. وخلال تقديمه للكتاب، توقف أبودرار عند مسألة تحطيم الأيقونات (التدمير المتعمد للصور والتمثيلات الدينية بشكل عام لأسباب دينية أو سياسية). وفي ما يتعلق بالتماثل الموجود بين الرسوم الكاريكاتورية وتحطيم بعض المواقع التاريخية ، توقف الكاتب عند الفرق بين “التخريب” و “تحطيم الأيقونات”.

وحسب الكاتب، فإن التخريب، على عكس تحطيم الأيقونات ، “لا يرتبط بالدين” وينبع من الرغبة في فرض “القوة العنيفة أو الثورية” للمنتصر على ثقافة المهزوم، الذي ينظر إليه على أنه “ضعيف”، وذلك بسلب ممتلكاته. وأكد الكاتب الفرنسي المغربي أنه “منذ نهاية القرن العشرين، بدأنا نشهد تخريبا يتحول إلى تحطيم للأيقونات” ، موضحا أن الحجج الدينية المقدمة ليست سوى “ذريعة ” واحدة للقيام بالتخريب.

وقدم الكاتب أمثلة ملموسة من خلال استحضار تدمير ما يسمى ب”داعش” لتدمر (سوريا) في عام 2015 ، فضلا عن نهب وبيع العديد من الأعمال لصالح جامعي التحف الأجانب ، مما كان له عواقب وخيمة على المجتمع المسلم.

يشار إلى أنه لبرونو نسيم العديد من الإصدارات الأدبية من بينها ” لن نذهب إلى المتحف بعد الآن ” ( أوبير ، 2000 ) و”من يريد جلد فينوس” (فلاماريون ، 2016) و”رسومات الغضب” (فلاماريون ، 2021). وفي سنة 2009، فازت روايته الأولى “هنا بالأسفل” ( غاليمارد ، 2009 ) بجائزة سنغور للرواية الأولى الناطقة بالفرنسية والفرانكوفيلية.

 

الدار : و م ع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى