رياضة

لا روحَ رياضيةً في بلاد الكابرانات.. يكرّمون المرتزقة ويهينون نجومهم!!

الدار/ افتتاحية

النيران الصديقة التي أطلقها الكابرانات على اللاعب الجزائري المخضرم رابح ماجر خلال حضوره مباراة من مباريات بطولة “الشان” تؤكد بالملموس أن الصراعات والتطاحن الداخلي بين أجنحة السلطة في نظام العسكر لا يعرف لا قريبا ولا بعيدا، لا جزائريا ولا أجنبيا. كيف سينظر الرأي العام العربي والإفريقي إلى فضيحة تصفير الجمهور الجزائري على نجم كرة القدم الجزائرية في مباراة قارية تصورها كاميرات من قنوات عربية وإفريقية تتابع البطولة؟ هذا المشهد السوريالي يظهر حالة التيه التي يعيشها هذا النظام وإعلامه وجمهوره المشحون بالدعاية الممولة بسخاء من فوائض البترودولار.

من المفروض أن يحظى نجوم كرة القدم في بطولة من هذا النوع بالتكريم والتشجيع والتصفيق لا الصفير المشين والمهين في مشهد التقطته الكاميرات وظهر فيه رابح ماجر وهو يقاوم دموع عينيه ويمنعها من السقوط. إنه جنون النظام الجزائري، جاؤوا بالمرتزق الصغير مانديلا ليكرِموه بالعطايا من أموال الجزائريين وبوعود التمويل لمنظمته، وأنفقوا عليه مئات الآلاف من الدولارات لكي يروّج علانية لخطاب سياسي تمنعه قواعد ولوائح الاتحاد الإفريقي، ثم وضعوا الرجل الأشهر في تاريخ كرة القدم الجزائرية موضع إحراج وهدفا لجنون الجماهير التي كان من الواضح أنها موجّهة ومشحونة بالكراهية تجاه هذا الرمز الذي لم يخرج عن دائرة اللياقة عندما كان مدربا للمنتخب الجزائري وكان صريحا في انتقاد هياكلها وأسسها.

أراد الكابرانات تنظيم بطولة كأس إفريقيا للمحليين من أجل تلميع صورة النظام والدولة باعتبارها بلدا مضيافا ومرحِّبا بالوافدين من كل الأجناس والأقطار الإفريقية، فإذا بهم يفضحون أنفسهم من حيث لا يدرون. افتتحوا بطولة كأس إفريقيا للمحليين بخطاب أُعدّ سلفا ليقرأه الصغير المرتزق مانديلا ويبثّوا من خلاله سمومهم وطروحاتهم الانفصالية الهادفة إلى تمزيق إفريقيا أكثر مما هي ممزقة واستحداث دويلة من العدم، ثم سمحوا للجماهير بإطلاق شعارات عنصرية تصف المغاربة بالحيوانات وتطلب منحهم الموز، في الوقت الذي تعتبر فيه حركة حمل الموز في الملاعب الأوروبية إهانة عنصرية بغيضة توجه في الغالب ضد اللاعبين الأفارقة، وهاهم الآن ينتقلون من حروبهم الوهمية الصغيرة ضد المغرب إلى حروبهم الداخلية ليسيئوا لبعضهم البعض.

بوق العسكر حفيظ درّاجي كتب تدوينة يتحسّر فيها على ما حدث لرابح ماجر في الملعب ونسي أنه يلعب دورا أساسيا في شحن هذه الجماهير وتعبئتها بخطابات الكراهية والحقد والعنصرية من خلال المزاعم والادعاءات التي يروّجها والانتقادات التي لطالما وجهها لرابح ماجر نفسه وغيره من نجوم كرة القدم الجزائرية السابقين. إنه يلعب دور المحرّض باستمرار ودون توقف ويساهم في الأجواء المشحونة التي يعرفها النقاش حول كرة القدم الجزائرية. لكن ما يهمّنا نحن في المغرب من مشهد إهانة رابح ماجر على مرأى ومسمع من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن يدرك هذا الأخير أن بيئة الروح الرياضية تكاد تكون شبه منعدمة في الجزائر. وأن الهفوة التي ارتكبها الكاف بمنح شرف تنظيم بطولة “الشان” للجزائريين لا يجب أن تتكرر مع ملف تنظيم بطولة كأس إفريقيا للأمم 2025.

نعم إذا ما نظمت الجزائر كأس إفريقيا 2025 فعلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن ينتظر فضائح ومهازل وربما كوارث بالجملة في هذا البلد الذي تعتبر فيه كرة القدم دمية سياسية توظّف ضد الخارج والداخل. ولا نعتقد أن من مصلحة “الكاف” أن تتكرر هذه المشاهد العنصرية والمسيئة التي شهدتها بطولة مغمورة كبطولة “الشان” على صعيد أكثر إشعاعا من الناحية القارية والدولية وهي بطولة كأس إفريقيا للأمم. كيف ستعالج الكاف إذن كارثة من هذا النوع إذا ما شهد افتتاح هذه البطولة مرة أخرى تجييشا وحشدا سياسيا ضد بلد جار أو ضد فرقاء محليين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى