وداعا ترشيح 2025.. غباء الكابرانات ينقلب عليهم
الدار/ تحليل
التحقيق الذي قرّر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم فتحه بخصوص ما جرى من استغلال سياسي مفضوح لحفل افتتاح دورة كأس إفريقيا للمحليين بالجزائر يضع الكابرانات في ورطة حقيقية بعد كل الأموال التي أنفقت والدعايات التي أطلقت ومحاولات التودّد والتقرّب اللامحدودة للكاف وكذا بعد إطلاق اسم مواطن إفريقي على الملعب الذي كلّف المليارات من أموال الشعب الجزائري. لقد أنفقوا أموالهم لتذهب عليهم حسرات. هذا هو حال العصابة العسكرية التي تثبت كل يوم أنها لا ينقصها الغباء أو حتى السذاجة في تدبير معاركها الوهمية التي لا تخرج عن دائرة مكايدة المغرب ومحاولة تقليده في كل ما يقدم عليه من خطوات ومبادرات إشعاعية دولية وإقليمية. لكن شتّان بين الأصل والتقليد.
لقد فعل الكابرانات كل ما يمكنهم فعله من أجل ضمان الفوز بشرف تنظيم دورة كأس إفريقيا 2025 التي سيعلن عن محتضنها في 10 فبراير المقبل. لكنهم لم يضعوا في الحسبان أبدا أنهم يلعبون مع الكبار. فوزي لقجع وكرة القدم المغربية ليسا اليوم رقما سهلا على الساحة الإفريقية والدولية. المنتخب الذي بلغ نصف النهاية في منافسات كأس العالم بقطر وراءه إدارة وهيئة مشرفة ذات وزن كبير في القارة السمراء، وقادرة على الدفاع عن صورة المغرب ومصالحه وحقوقه، ومهما دشّن الكابرانات من مؤامرات ضد المغرب وضد سمعته فلا شك أن السحر سينقلب على الساحر.
بل بالأحرى لا شك أن غباء الكابرانات سينقلب عليهم. لقد اعتقد منظمو حفل افتتاح بطولة “الشان” المغمورة أنهم سيحققون ضربة إعلامية عندما استأجروا حفيد نيلسون مانديلا الذي اعتاد المتاجرة بإرث جدّه من أجل أن يطلق بضع كلمات عابرة ضد الوحدة الترابية للمغرب، ويحققوا انتصارا وهميا من انتصاراتهم الكرتونية. لكن ما حدث اليوم هو أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا الذي كان ممثلا برئيسه المباشر كانا شاهدين مباشرة على آفة التسييس التي ابتلي بها الكابرانات في كل المجالات والمنتديات بما في ذلك كرة القدم. كيف يُقعل أن يوجّه نظام سياسي بكل ما أوتي من آلة إعلامية وإمكانات مادية جمهوره وضيوفه من أجل تمرير رسائل سياسية عنصرية وحاقدة في حضور المسؤولين عن كرة القدم قاريا وعالميا؟
هل سبق أن رأيتم نظاما بهذا الغباء؟ نظاما يتخذ ضد نفسه شهودا على مرأى ومسمع من كاميرات التلفزيون التي توثق كل شيء. هؤلاء هم من يحكمون الجزائر اليوم، لا يزالون منذ وعينا عليهم حاقدين مغرضين لا همّ لهم إلا أن يسيئوا لبلادنا التي لم ترتكب ذنبا غير أنها أحسنت إليهم وآوت مقاوميهم وموّلتهم بالمال والسلاح إبان الاستعمار الفرنسي، ويا ليتها لم تفعل. لو كان المغاربة يعرفون أنهم إنما يهيئون للجزائريين عصابة كهذه التي تحكمهم اليوم لفضّلوا أن تبقى هذه الأرض لمن يحرثها بدلا من أن تحتلها هذه العقلية العدوانية التي تصنع الحرب والنزاع والانفصال.
لكن ما نحمد الله عليه اليوم في المغرب هو أن هذه العصابة العسكرية على الأقل تمتلك قدرا مطمئناً لنا من الغباء والسذاجة. ولذلك فإن موعد 10 فبراير الذي ستُعلن فيه نتائج ملفات الترشيح التي تقدمت لاستضافة كأس إفريقيا 2025 سيمثل لحظة مهمة يتجدد فيها الاعتراف الإفريقي بالمغرب وبقدراته التنظيمية، ويوجّه فيه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الصفعة العقابية اللازمة لهؤلاء الذين سوّلت لهم أنفسهم أن يستغلوا كرة القدم لأهداف سياسية وعنصرية تتعارض تماما مع أخلاقيات هذه الرياضة التي توحد الشعوب وتعزز الحوار بين الثقافات وتشجع التكامل الإفريقي.